📁 آخر الأخبار

ضعف الشخصية لدى الطفل،أعراضه، وعلاجه

                           ضعف شخصية الطفل



(ضعف الشخصية لدى الطفل،أعراضه، وعلاجه) 

قبل أن أدخل في الموضوع هناك فكرة بسيطة أود توضيحها  ألا وهي :(المفاهيم). 

فعليك أن تعي بأن مستوى تفكير طفلك ليس من مستوى تفكيرك، وهذا شيء طبيعي، لكن ماهو غير طبيعي، أن تستخدم مفاهيم ليست بمستوى مفاهيم عقل طفلك، لأنك وبدون قصد ستفشل في توصيل الفكرة له، لذلك علينا التحدث مع الطفل بمفاهيم وكلمات بسيطة يفهمها، بعيداً عن الكنايات والتعقيد. 

كان والدي يقول لي دائماً:

كن أسداً..

كن ذئباً..

كن صقراً في حياتك.. 

وأنا كنت طفلاً في الخامسة من عمري، كنت أتسائل :كيف يمكننى أن أتحوّل إلى صقر؟!! 

هل فعلاً يمكنني أن أتحول إلى ذئب؟!!! 

كان والدي يقصد أن أكون قوياً وصلباً... 

وأنا أفكر كيف  سألعب بليستيشن حين أتحول إلى ذئب، بسبب مخالبي الطويلة، نكاية به سآكله حين أجوع.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍ خير"

سؤال:هل تسمع بالمستقل؟ 

المستقبل نعم، إنه الآن بين يديك، وهو طفلك.


شخصية الطفل صفحة بيضاء:

مرحلة الطفولة الأولى

تبدأ هذه المرحلة منذ ولادة الطفل إلى حين بلوغه 6 سنوات، وتنقسم بدورها إلى مرحلتين، تمتد الأولى من الولادة إلى سن 3 سنوات، والثانية من 3 إلى 6 سنوات، وهذه المرحلة حساسة جداً، تنتظر أي محاولة للصقل أو التغيير فيها، لذلك أنت بين يديك مشروع شاب، أنت تحدد وتغرز فيه ماتحب بالمشاركة مع البيئة المحيطة، الأسرة، الروضة، المدرسة...وبعض الجينات الوراثية.. 

أولاً:العلامات التي تدل على أن طفلك ضعيف الشخصية:

1=الوحدةوالعزلة:

تجده دائماً صامتاً، لايحب التحدث مع أحد، ويشعر بالتوتر والخجل لو حاولت الحديث معه،بالمناسبة، بعض أعراض ضعف الشخصية لدى الطفل، تتشابه مع أعراض طيف التوحد، لكن هناك فوارق واضحة في الطرق والأسباب، سنتوقف عند كل منها، في حال واجهتنا

فمثلاً الوحدة والعزلة لدى طفل التوحد هو إسلوب حياته الخاص، الذي أعجبه وهوسعيد به، لكن هذا العرض لدى الطفل ضعيف الشخصية، هو ردة فعل سلبية لبعض المواقف، غالباً ماتجعل منه حزين،فيتجنبها بالوحدة. 

2=عدم وجود صداقات:

بما أننا ذكرنا الوحدة والعزلة، فهذا يعني أنه يتخذ هذا الموقف السلبي في كل مكان يتواجد فيه، أي أنه يتجنب تكوين الصداقات، هذا يؤدي إلى ضعف  قدراته في التواصل مع أقرانه، ولايعرف كيف بعبر عن مشاعره، السلبية منها كانت أو الإيجابية، أو حتى رأيه، فمثلاً :الطفل الأصم يولد ولديه خلل في حاسة السمع، أما جهاز النطق، اللسان والحبال الصوتية سليمة، لكنه لايعرف الكلام، لأنه لم يسمعه. 

3=قلة الثقة بنفسه:

حتى أنه  لاينظر في عين المتحدث إليه( هذا ليس توحد) إنه لاينظر بعينيك بسبب ضعف شخصيته، فيسبب له أيضاً الخجل والشعور بالخوف، أما طفل التوحد، لأنه من روتين حياته الذي اعتمد عليه، هو رفض التواصل البصري تماماً. 

4=عدم قدرته عن الدفاع عن نفسه:

حتى ولو كان على حق، وهو يعي ذلك، أكان تعرض لعنف لفظي أو جسدي، أو حتى أنه لايدافع عن رأيه، فإذا سألته مثلا: ١+١=كم؟ وأجابك : ٢

المعلومة موجودة هنا لديه، وهي صحيحة، ولكن إن أعدت عليه السؤال، هل أنت متأكد من ذلك؟ وأليس الجواب هو  : ٣؟ 

وكان سؤالك بنبرة جدية فيها استنكار، فإنه غالباً ما سيتردد في التأكيد على جوابه الصحيح.. 

5=ارتباكه أمام المعلم :

في المقعد، على السبورة،في حال أخرجه لحل سؤال ما، ممايؤدي إلى نسيانه الحل رغم معرفته له، وخاصة أمام أعين فصل الصف كله، أنا شخصياً واجهتني حالة طفلة ذكية جداً، لكنها ترفض الحل على السبورة، إلا في حال أغمض الجميع أعينهم، وبعد ذلك نجدها قد حلت المسألة بكل دقة، غالباً هذه الطفلة كان لديها ضعف في الشخصية، وتعرضت للتنمر الذي أزاد الطين بلةّ

6=الالتصاق بأبويه:

نلاحظه لايحب الابتعاد عنهم، وهذا يؤثر سلباً عليه، فدور الأب والأم، لايكفي لتكوين شخصية الطفل، إنما يحتاج لبيئة أوسع... 

7=الانقياد الأعمى خلف أقرانه:

حتى  ولو كان هذا لايروق له، ولايكون له أي رأي، معارض.. 

(أسباب ضعف شخصية الطفل)

1=تعرضه للعنف الجسدي أو اللفظي من قبل الأهل :

إياكم، ثم إياكم والعنف الجسدي مع الطفل، كل طرقه وخاصة الصفع على الوجه، هذا سيحطم نفسيته تماماً، وأحد أكثر مايورثه ضعف الشخصية، الصفع على الوجه، وسائر أنواع العقاب الجسدي، والعنف اللفظي، فكيف تريد منه أن يكون صاحب شخصية قوية، وطوال الوقت:أنت فاشل، لاتصلح لشيء، ضعيف وعديم النفع، وذكرنا أنه ورقة بيضاء، ومع الوقت سيقتنع بأنه ضعيف الشخصية، لايصلح لشيء.. 

2=تعرضه للتحرش الجنسي:

هذه مصيبة، وواقع مؤلم جداً، لايجبرنا الحديث عنه إلا وقوعه فعلاً، ومايجعل الأمر كارثة إن كان من قبل الأقارب، وصدمة بالنسبة له، بل لا تنتهي مع مرور مرحلة طفولته، ستستمر معه على شكل أمراض نفسية إلى شبابه، وهذا مايسمى باضطرابات مابعد الصدمة.. 

3=إدمان الطفل ألعاب الفيديو:


لربما سمعتم أن الألعاب الإلكترونية، تنمي قدرات الطفل العقلية، ومهاراته في التحكم في حواسه، نحن هنا لاندحض ماسمعتم به، لكن بوقت، وبشروط، فالإدمان على هذه الألعاب في هذه المرحلة من الطفولة، ستحرمه من  مهارات التواصل مع العالم الحقيقي الذي هو أحوج له من ألعاب الفيديو.

4=الأمراض النفسية:

أيضاً من أسباب ضعف شخصيته، كالإكتئاب والقلق، ونوبات الذعر.. 

5=مقارنته الطفل بالآخرين: فلان أكثر شجاعة منك، فلان متفوق أكثر منك، بنبرة  توبيخية قاسية، فالشاب البالغ يزعجه هذا الكلام، وهذا سائد، فمابالك الطفل! 

6=التدليل الزائد:

وخوف أبويه المبالغ فيه، ومنعه من خوض بعض التجارب، ممايؤدي إلى التأثير سلباً على شخصيته، شخصية ضعيفة وهشة، معتادة على الأب والأم فقط، ونحن نعلم بأن الحياة ليست دائماً الأب والأم. 

7=الأمراض الجسدية المزمنة:

كمرض السكر الطفولي أو الربو....

8=عدم تقبله لشكله:

واعتقاده بأن  ظهوره للناس سيؤدي إلى رفضهم لشكله، أو حتى عدم تقبل شكله من قبل أقرانه، كل هذا يؤدي إلى ضعف شخصيته.. 


تهميشه  في المنزل فقدانه للحب والعاطفة ، عدم تحميله بعض المسؤوليات المناسبة لسنه، المشكلات الأسرية، والشجار أمامه، الفقدان والصدمات المؤلمة، الفشل المستمر... 


(كيف أعالج ضعف الشخصية لدى طفلي)


1=العلاج المبكر: كلما كانت محاولة العلاج أبكر، كلما زادت  فرص النجاح، لكن مهما يكن، لم يفتك القطار، ولاتيأس في أي مرحلة حتى ولا كانت متأخرة. 

2=تعزيز  ثقة الطفل بنفسه: من خلال تكليفه ببعض المهام المناسبة له في المنزل، وتعزيز أي فعل ناجح يقوم به، كالتنظيف، وتجيز الطاولة،وتحميله مسؤولية واجباته، والوقوف معه، ومساعدته. 

3=أستشير الأخصائين النفسيين، والسلوكيين:

لتلقي المساعدة منهم، في بعض الأمراض النفسية، التي قد يتعرض لها الطفل، هذا يساعدك على فهم حالته أكثر، ودائماً نصف حل المشكلة، هو تشخيصها بشكل صحيح، فبالتالي ستخفف من أثر أمراضه النفسية على قوة شخصيته بشكل سلبي. 

4=أركز على نقاط القوة لدى طفلي:

فلكل طفل شخصية مختلفة، ونقاط قوة يتميز بها عن غيره، ومن خلال ملاحظتك له، ولتصرفاته، في المنزل، أو التواصل مع المعلم، في الروضة و المدرسة، (وهنا تأتي أهميه التواصل مع معلم طفلك..) فأشجعه على تنمية هذه النقاط، الحساب، العلوم، الرسم،من خلال تخصيص وقت للحديث معه، ومشاركته بها بأشياء إضافية عن المنهج، هنا شعور طفلك بتميزه، سيولد له شخصية قوية حتماً. 

5=أشجعه على تخطي نقاط الضعف لديه بشكل لطيف:

وكما أن  لكل طفل نقاط قوة، أيضاً من الطبيعي أن توجد لديه نقاط ضعف،  أحاول أن أجعله يتفهم ذلك، وأذكر له الكثير من الأمثلة، لشخصيات عظيمة ومشهورة، كان لديهم نقاط ضعف، منهم من تغلب عليها، ومنهم من لم يتوقف عندها، وتوجه لأشياء ثانية فيه، هنا التمهيد مهم، قبل محاولتك لتقوية نقاط ضعفه، فمثلاً خوفه من الحيوانات، نلجأ إلى التطبيع الإيجابي بالتدريج، أجعله يتابع قصص مصورة أبطالها حيوانات أليفة مثلاً، رسوم متحركة هادفة أبطالها حيوانات، ومن ثم زيارة حديقة حيوانات...،هذا سيساهم في تقوية شخصيته، وتخطي نقاط الضعف لديه، لكن إن شاهدته يبدي ردة  فعل قوية، فإما أنك لم تتمهل في التدريج، أو أنها نقطة ضعف لايقدر على التغلب عليها حالياً، هنا أراعي مشاعره، ولا أبدي أي موقف واضح، بل أتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي، ومن الطبيعي وجودة نقاط ضعف لكل منا، هذا سيمنع تأثير نقاط الضعف لديه أن تؤثر على قوة شخصيته. 

6=الحقه بمراكز متخصصة لتنمية مهاراته التي  يحب ممارستها:

ككرة القدم، الطاولة، الشطرنج...، وشعور طفلك بأنه لديه مهارة تميزه عن غيره، تعزز من قوة شخصيته

7=أشجعه على تكوين الصداقات:

وأجعله يدعوهم على حفل في المنزل،  أحثه على استقبالم بنفسه، فتح أحاديث معهم، واسترجال مواقف أجعله يلعب دور القائد، كتقديم كلمات الترحيب، وأطلب منه أن يعرفني على أصدقائه، أو توزيع الحلوة.... 

8=أسجله في نادي  مناسب لسنه لتعلم فنون الدفاع عن النفس: 

أيضاً ستقوي شخصيته، وتعلمه  كيف يدافع عن نفسه، هذا لن يقوي بدنه فقط، بل سيقوي شخصيته بشكل عام.

9=قضاء وقت أكثر معه: للتعرف على مشاكله عن كثب، وتقديم الدعم الجيد والمناسب له بشكل سليم

10=أكلفه ببعض الأعمال المنزلية البسيطة، وتحميله المسؤولية.

11=تشجيعه على قراءة القصص المصورة:

  الهادفة المناسبة لعمره، وجعله يتخيل نفسه البطل، وربطه الكلمات البسيطة مع الصور يعزز من مهاراته في التواصل.. 

12=التلفاز:

مسألة التلفاز  مسألة فيها وجهان، سابقاً كانت هناك فقرة لاتتجاوز ال20 دقيقة مخصصة للأطفال، بعد مراجعة وتنقيح، وتتضمن مسلسل كرتوني هادف، وهذا  كان يعود بالفائدة على الطفل، أما الآن فالتلفاز يعج بالبرامج والآنميات التي تضر بطفلك، وهي كفيلة بجذبه على مدار اليوم، مما يؤدي إلى حرمانه من تعلم المهارات، فلذلك في هذه الفترة تحتاج لأن تشاهد أنت المسلسل الكرتوني كامل، قبل أن يشاهده طفلك، وأن يكون مناسب لعمره، وحلقة واحدة في اليوم، وإن كنت لاتملك الوقت لتطبيق هذا البرنامج عليه، وتركه أمام التلفاز، أو الهاتف المحمول، فالأجدر بأن تمنعه عنه نهائياً، فهناك أشياء أهم عليه تعلمها، في هذه الفترة من عمره. 

13=أحاول ابعاده قدر الإمكان عن مواقع التواصل الاجتماعي.


14=دائماً أوصيه بالبيت حين غيابي:

أصفه دائماً بالشجاع، والقوي، وأنت تنوب عني في غيابي

15=أعزز ثقته بنفسه دائماً: 

بجو مليء بالحب والعاطفة

وأخيراً كل شخصية هي بصمة مختلفة عن غيرها، فستجد الكثير من الأفكار التي تقوي بها طفلك خاصة عن غيرك، فمثلاً إن كنت موظف في مكتب، لن يقوي شخصيته اصطحابه معك كما لو كنت تعمل في ورشة عمل يدوية، وتذكر دائماً فإن كسر عضم الطفل يجبر أسرع بكثير من كسر عضم الشاب.

pedagogy7
pedagogy7
معلم مجاز في التربية وعلم النفس بالأضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب. العمل الحالي قي مجال التربية في ميونخ
تعليقات