📁 آخر الأخبار

الوسواس القهري عند المراهقين: أسباب وعلاج

 الوسواس القهري عند المراهقين: أسبابه وعلاجه



أنا أعاني، لا تقلقوا، أنا أعاني بصمت لكي لا أزعج أحدًا. فور خروجي من المنزل، تومض في عقلي صورة صنبور الماء وهو مفتوح ويصب الماء. أشعر بالتوتر والقلق، وخفقان، أشعر بأن درجة الحرارة ارتفعت وازدادت وتيرة أنفاسي. أنا متأكد 100% أنني قد أغلقت الصنبور، لكن هناك شيء ما مريب. على كل حال، لا سبيل لدي لإيقاف هذا القلق إلا بالعودة للمنزل وتفقد صنبور الماء. أعود إلى المنزل، أفتح الباب، وأتوجه إلى مكان الصنبور لأجده فعلاً مغلقًا. أنا أعلم أنني سأجده مغلقًا، لكن هذه الفكرة لم تكن من صنعي، بل عقلي ابتكرها ووضعها في وجهي على أنها مشكلة تحتاج للحل. أنا لا أفهم ما هو المنطق الذي يفكر فيه عقلي، ليس لديه أي دليل بأنه على حق، لذلك يلجأ إلى طرق ملتوية في الضغط علي. 


 تلك أعراض التوتر والقلق وعدم الشعور بالراحة، لا يريحني هذا الشعور إلا عندما أعود أدراجي لتفقد شيء متأكد بأنني لم أتركه في حالة تثير هذا القلق. سأبتسم من سخرية هذا المرض وبنفس الوقت من الألم الذي يسببه لي. وأنا في الطريق على الرصيف، تعود تلك الفكرة لتتفجر في عقلي مجددًا. الناس من حولي ينظرون إلي وأنا أمشي، المشاعر التي تنتابني والخيبة التي يوقعني بها عقلي تجعلني أشعر بأن الناس تراقبني بوتيرة أكثر حدة. أعود أدراجي وأترك عقلي يكمل الأسباب التي يتأمل منها أنني سأقتنع بالفكرة، لكني استجيب مستسلما. هي عدم رغبتي بعودة ذاك القلق المزعج. يقول لي: "لقد تشتت انتباهك إلى المرآة ولم تنتبه إلى أن الصنبور مفتوح، ونسيت أساسًا أنك عدت للمنزل لتغلقه". يا لسذاجتي، يا لسخافة هذه الأفكار! لو أنها تتمنطق قليلاً، لو أنها أشياء معقدة أكثر بقليل، فإن في كلتا الحالتين أنا أعاني، لكن أعاني بصمت لكي لا أزعج أحدًا.


مشكلة الوسواس القهري 


يؤسفني أن أسمع عن هذه الأمراض وهذه الأعراض التي تواجه إنسانًا يسكن معنا على نفس هذا الكوكب. الوسواس القهري، المشكلة، وأي مشكلة هذه، هو اضطراب نفسي معقد جدًا جدًا ينبع عنه أفكار قهرية، أي أن هذه الأفكار تتقد في خلايا الدماغ رغمًا عن صاحبها، تسبب له القلق والتوتر إلى أن تجبره على أداء بعض السلوكيات الروتينية المتكررة والمملة لكي يشعر بالراحة والهدوء ويتخلص من هذا الشعور المزعج. فترة المراهقة تكون المشاكل النفسية لها أثر ووقع كبير لديه، فما بالك بالمشاكل التي تأتي نتاج اندماج الخلل النفسي مع البيولوجي، أي النفس مع الأعضاء الحيوية للجسم؟ الوسواس القهري يقهر المراهق ويجعل له أثرًا بين زخم كل هذه الأفكار والمتطلبات والمعالم الجديدة التي انفتحت أمام المراهق لكي يتعلم. بعد أن دخل عالم جديد، عالم عليه فيه أن يثبت هويته وأن يحدد خطوط ذاته وشخصيته، أن يستقل وأن يعبر عن نفسه، عن هويته، أهدافه وطموحاته. هناك الكثير من الركائز والعشوائيات، كثير من أنقاض الحروف التي تحتاج إلى الصف مجددًا على السطور.


يشير الأطباء أن الوسواس القهري ليس له علاقة أبدًا بدرجة ذكاء الإنسان، إنما قد يصاب به أطباء، مهندسون، طيارون، أذكياء وعلى درجة عالية من الإدراك، لكن يصيبه. الوسواس القهري هو عبارة عن شكل مختصر من الأفكار، غبية، غير مرغوبة، غير مرحب بها، تسبب القلق ولا يزولها القلق، إلا أن يقوم الإنسان بسلوكيات قد قام بها الآلاف من المرات سابقًا وسيقوم بها نفسها، لا جديد، فقط لكي يتخلص من شعور القلق الذي يصاحب ترك هذه الفكرة التي تتخبط في زوايا عقله. إذاً، الوسواس القهري له الكثير من الأنواع، فمنهم من يصاب بوسواس النظافة، يغسل يده 3400 مرة في اليوم، أو ترتيب الأشياء من حوله على شكل مجموعات، كل مجموعة من ثلاث. ولو وجدت في غرفة نومه مجموعة من الأقلام عددها أربعة، لا يستطيع النوم. هذا الإنسان الذي دخل مجددًا إلى هذه المرحلة الحساسة والخطيرة، وفوق كل ذلك، يحمل على كتفيه مرضًا يستفز المنطق، يقسم ظهر البالغ، يؤثر على نفسيته، على تحصيله العلمي، شخصيته، هويته، الكثير من الدمار النفسي يسببه الوسواس القهري للمراهق تحديدًا وبشكل مبالغ فيه.


أضرار الوسواس القهري على المراهق


1.العزلة والوحدة: 

حيث يحاول إخفاء هذه السلوكيات الغريبة عن الناس والأقران لكي لا يقع في مواقف محرجة.


2. ضعف التحصيل العلمي: 

مثلا طلب المعلم من التلاميذ ان يفتحوا كتاب علم الاحياء على الصفحه 90 وطلب من التلاميذ بعد ذلك ان يقوموا بقلب الكتاب على وجهه لانتباه للدرس وعدم تشتت الانتباه في النظر الى الصور في الكتاب المراهق هنا اصبح لديه سلوك قهري الا وهو ان يفتح الكتاب ويتاكد بانها الصفحه الصحيحه 90 كل برهه انتهى به المطاف الى ان انتهى شرح الدرس ولم يفهم منه شيء


3. تنشأ لديه هوية متذبذبة متخبطة.


4. كل الأشياء المطلوبة من المراهق أن يثبتها، أن ينجزها، أن يقوم بها، الثوابت التي سوف يضع الركائز لها، يؤثر الوسواس القهري سلبًا عليها.


5. ضعف الشخصية: يصيب المراهق عدم الثقة بالنفس.


6. الفشل: يفشل المراهق مرارًا وتكرارًا.


7. اكتئاب.


8. القلق.


 رابعًا: أسباب المشكلة (أسباب الوسواس القهري لدى المراهق)


1. الضغط النفسي: 

من الواضح أن يكون أولها العامل النفسي من ضغط وتوتر واكتئاب، كلها تتآزر لتشكل عليه ضغوط. وما أكثر من هذه الضغوط التي تصادف العمر الذي نسميه بالمراهقة، كالامتحانات والشهادة الثانوية، والكثير من الأشياء المسيرة. وهذه الأمور والمشاكل والضغوط قد تكون موجودة سابقًا وبشكل طبيعي، لكن يلحظ المراهق عندما تزداد حساسيته ويصبح لديه مبالغة في الاستجابة للمحفزات، تظهر لديه الاستجابات المبالغ بها أي مرضية، حيث قد يدخل المراهق فترة المراهقة وهو سليم، لا يعرف شيء عن الوسواس القهري، يبدأ معه بتكرار شيء ما بسيط. مقتنع هنا في المرات الأولى، يكون العقل قد نجح في إقناعه بأن رباط حذائه يحتاج إلى شد، يقف لينظر فيجد أنها مشدودة. وبسبب ذهابه إلى الملعب ليشارك في فريق كرة القدم لأول مرة، سبب له ضغط وتوتر شديد. كلما يذهب إلى الملعب، يخشى من أن يخطئ أو أن يخيب زملائه أو أن يحصل على تقييم سلبي من المدرب. هذا التوتر دائمًا يجعله يشعر بحاجة ملحة لأن يكون في حالة استعداد وتأهب عند دخوله للملعب، إلى أن يتحول هذا السلوك من عقلاني وله هدف إلى غير منطقي قهري يتكرر في دماغه، رغم أنه يعرف بأن رباطات حذائه مشدودة، إلا أنه يريد التخلص من التوتر الذي تسببه تلك الفكرة أو الصورة الذهنية. ثم كلما صار خمسة أو ستة خطوات، وقف ليربط رباط حذائه الذي يعلم بأنها مربوطه ولا تحتاج إلى ربط. مع الأيام، هنا أصبح لدينا وسواس قهري.


2. الاستعداد الوراثي:

 سلم الوراثة الذي ينقل صفات الآباء والأجداد إلى الأبناء، حتى تبين أنه ينقل صفات أكثر تعقيدًا. لكنه هنا ليس المقصود بأن الأب يورث مرضه النفسي لطفله إنما يورثه الاستعداد للمرض والبيئة والظروف إما تقمع هذا المرض أو تنميه فمثلًا، إذا كان هذا الشاب يعود للمنزل ليغلق صنبور الماء 75 مرة في اليوم، فإن غالبًا والده كان يعيد ترتيب رباط العنق 117 مرة كلما أراد أن يدخل إلى منزل شخص غريب. هنا السبب خبيث، وأيضًا يكون مترافقًا مع اختلال في ناقل عصبي أو ما يسمى السيروتونين، الذي يكون عادة مسؤولًا عن وجود القلق أو عدمه والتحكم به.


3. أسلوب الديكتاتور في التربية:

 الذي يقوم على قوانين شديدة جدًا قد يولد لدى المراهق الوسواس القهري. مثل الشاب الذي تشدد عليه أسرته بأن ينزع ملابسه ويعلقها في مكانها، يصبح لديه وسواس ترتيب الملابس. فنجد في منتصف الليل يستيقظ من النوم، ينزل الملابس، ويعيد ترتيبها وتعليقها مجددًا حتى يستطيع النوم.


4. اضطرابات ما بعد الصدمة:

 الوسواس القهري أحيانًا يكون عبارة عن اضطرابات ما بعد الصدمة تأتي على شكل سلوك قهري، مثل الطفل الذي تعرض لطفولة قاسية، فإنه يصبح مراهقًا ومعه وسواس قهري يجبره على تكرار سلوكيات غير منطقية مكررة للتقليل من القلق الذي يصيبه.


5. عدم وجود دعم كافٍ واحتواء من الأسرة: 

المراهق المهمش تأتيه أفكار ووساوس لا يستطيع التخلص منها إلا بعد ممارسة الطقوس المتكررة.


6. الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي: 

السلوك القهري المتكرر الذي يأتي نتيجة لأفكار كان مصدرها الإنترنت، الذي قد يكون قدم له أفكار قوية أو مشاهد مؤذية حفزت لديه هذا الخلل النفسي البيولوجي.


7. القلق الشديد المتكرر لنفس السبب: في هذه الحالة من الطبيعي أن يلجأ الإنسان إلى التخلص من القلق من خلال القيام بخطوات ومراسم خاصة تزيل السبب لكي يرتاح من القلق الشديد. مع الأيام، يذهب المسبب لهذا القلق، لكن القلق يبقى موجودًا دون سبب. إذاً، هنا ما الذي يزيل القلق؟ هي المراسم والخطوات التي كان يقوم بها المراهق سابقًا لإزالة القلق. مثل القلق الشديد من الامتحانات العامة، حيث كان يلجأ صباحًا لكتابة كل ما يحفظه في الدفتر. هذا كان يسبب له الشعور بالراحة وتخفيف القلق والتوتر من الامتحان. بعد أن يقدم الامتحان وينجح، بقي لديه الشعور بالقلق والتوتر، لا يزول هذا القلق والتوتر إلا من خلال الإمساك بالقلم والكتابة في الدفتر. أصبح هذا سلوكًا قهريًا. يعلم بأنه ليس السبب، لكن لا يزول لديه التوتر إلا بممارسته. فقد ترى بعض الأشخاص يسيرون في الشارع وبيدهم دفتر وقلم ويكتبون أثناء سيرهم. ومنطق الأمور إذا كان لديك عقل.. يمنطق.


8. شح مهارات التواصل الاجتماعي: ويبدو أن الأمثلة بلغت هدفها.


 الحلول المقترحة لعلاج الوسواس القهري


1. قطع الخيط: بين الفكرة الغبية الكاذبة والتي نعلم نحن أنها كاذبة المسببة للتوتر، وبين السلوك الذي يكون استجابة لتلك الفكرة وحلاً لتخفيف التوتر عادة. أي أنه يفصل بين الفكرة والاستجابة. كلما خرج من المنزل، تتقد في ذهنه صورة صنبور الماء وهو مفتوح، لا يعود إلى المنزل ليتأكد من الصنبور، ثم يأتيه القلق والتوتر. يتحمل هناك صعوبة في البداية، لكن مع الأيام ينجح في البتر بين الفكرة والسلوك القهري الذي يأتي استجابة لها.


2. الآن يتدخل الطب النفسي:

 منذ زمن بعيد لم نره يتدخل في حل مشاكلنا، كونه يتدخل فقط في الأمراض الخطيرة والمستعصية علينا. وللعلم، بأن العلاج النفسي يختلف تمامًا عن الطب النفسي، حيث إننا نحتفظ بالطب النفسي كورقة رابحة لدينا، نستعملها مع الأمراض الخطيرة التي تكون في مراحل متأخرة ولا تستجيب للعلاج السلوكي والعلاج النفسي. الطب النفسي قدم دواءً مضادًا للاكتئاب من الجيل الحديث من مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين، يعالج الوسواس القهري خلال أسبوعين إلى ثلاث أسابيع. ولا يسمح لنا أن نذكر اسم الدواء، وذلك احترامًا لخصوصية هذا المجال وعدم تعدي على أمور خارج اختصاصنا. ليس لأننا لا نفهم بها، لكن إنما احترامًا للخصوصية وعدم السماح لنا بالبوح بأسماء أدوية، لأن استخدامها حساس جدًا ويتطلب متابعة دقيقة للحالة ووصفًا دقيقًا جدًا في الطب النفسي. ومقالاتنا تربوية نفسية.


3. تثقيف المريض بمرضه وسبل التعامل معه:

 وذلك ليتمكن من التخفيف من حدته عن طريق المراقبة البعيدة عن العشوائية والعلاج الذاتي والتعايش مع ما تبقى من أعراضه. وهو أدرى في التفاصيل التي تخص مرضه، وليكون متعاونًا معنا في علاج هذا المرض لديه.


4. العمل على تثقيف الأسرة: 

وذلك لتزويدهم بالمعلومات الخاصة عن مرض ولدهم، وذلك لمساعدته في تخطي هذه العقبة.


5. دائمًا ما نلاحظ تعدد ذكر دور الأسرة في علاج الأمراض الخاصة بأبنائهم، وذلك للدور الكبير الذي تحتله الأسرة في هذا المجال. ففتح أبواب الحوار والاستماع للمراهق والسماح له بالتعبير عن مشاعره والاستماع لهمومه والمشاكل التي يواجهها يخفف من لديه ما يحتويه من مشاعر توتر وقلق وضيق.


6. تعزيز ثقة المراهق بنفسه وإثبات شخصيته:

 لحسن الحظ، بأن من أساليب علاج الوسواس القهري هو ثقة المراهق بنفسه، وذلك من خلال ممارسة بعض الأنشطة التي يحب القيام بها، وإنجازات تجعله يشعر بنشوة النجاح والناس تنظر إليه وهي معجبة به. هذا كله يساعده في التخلص من التوتر أو الأفكار التي تأتي مع الوسواس القهري.


7. دور المجتمع في علاج الوسواس القهري:

 يعتبر المجتمع من البيئة الحاضنة للمراهق، ولذلك تثقيف المجتمع بهذه الأمراض التي يمر بها المراهقون وتعليمهم كيف يشعر المراهق ومدى حساسية هذه الفترة يجعلهم يغيرون نظرتهم السلبية. وتكون هناك بيئة إيجابية حاضنة لهذا المراهق المصاب بالوسواس القهري تساعده في تخطي الصعوبات خالية من التنمر والنظرة السلبية أو المتخلفة عن هذا المرض.


8. أيضًا البيئة المدرسية الإيجابية الخالية من التنمر والمثقفة بهذا النوع من الأمراض لها دور كبير في معالجة ومساعدة المراهق في تخطي هذه المرحلة الحرجة ومساعدته للتخلص من هذه الأمراض، وذلك لأنها البيئة الأولى الحاضنة بعد الأسرة والأكثر احتكاكًا به، كالقران والمعلم الذي يكون شديد الملاحظة ولديه القدرة أو الفرصة في أن يكتشف أعراض المرض مبكرًا، لأن العلاج في وقت مبكر يكون أسهل وأكثر فعالية.


9. النوم الكافي: 

أيضًا تم الذكر بأن قلة النوم تسبب التوتر وتكون من الأسباب غير المباشرة للوسواس القهري، لذلك نحرص على أن يحصل المراهق على قسط كافٍ من النوم، وأن لا تتغطرس برامج التواصل الاجتماعي على وقت راحته ونومه.


10. تجنب مشاهدة العنف والتحرش: التي تسبب للمراهق التوتر والإيذاء النفسي. يجب تجنب مشاهدة هذه اللقطات والمشاهد التي تترك أثرًا سلبيًا في نفسيته، أكان على برامج التواصل الاجتماعي أو في الواقع أو في وسائل الإعلام الرسمية كالتلفاز والمجلات.


11. تجنب إثارة الفوبيا لدى المراهق: على المراهق أن يتجنب المشاهد التي لديه فوبيا منها كالحشرات أو الثقوب.


12. عدم توجيه الانتقاد الهدام السلبي المباشر إلى المراهق:

 المراهقة يكون فيها المراهق في أكثر حالات حساسية للانتقاد. يجب تجنب الانتقاد السلبي والتوجيه له مباشرة لأنه يسبب له إيذاء نفسيًا عميقًا.


13. عدم المقارنة بغيره:

 لكي لا يشعر بالإحباط والفشل والانطواء، مما تزيد لديهم مشاعر التوتر والاكتئاب الذي يؤدي في النهاية إلى الوسواس القهري.


 خلاصة

في النهاية، أحيانًا الحروف تكون بالنسبة للمراهق سكاكين. لنشجع المراهق على تخطي هذه المشكلة بنفسه، وذلك من خلال عدم الاستجابة للأفكار والصور المزعجة الذهنية التي تطلب منه تكرار سلوك معين، وذلك عن طريق تحمل التوتر والقلق الذي تمارسه هذه الفكرة في دماغه كوسيلة ضغط لها لكي يقوم بتنفيذ السلوك المتكرر الذي يسبب له الراحة والتخلص من التوتر. عليه أن يتحدى هذه الأفكار، أن يقول لها: "افعلي بي ما شئت، لن تستطيعي أن تفعلي أكثر من كومة مشاعر قلق وتوتر". مع الأيام ستزول، وعندما تفشل هذه الأفكار من الوصول إلى هدفها، ألا وهو السلوك المتكرر، فإنها ستقف عن ممارسة هذه الورقة الفاشلة، ورقة الضغط التي تتمثل بالقلق والتوتر، كالطفل الذي يحصل على كل ما يريد من خلال البكاء. فإذا أردنا إبطال وسيلة الضغط لدى الطفل، وهي البكاء، هي تحمل إزعاج صوته وصراخه، ولكن عدم تلبية حاجته عندما يطلب شيئًا ويصر عليه بالبكاء، مع الأيام سيصبح البكاء بلا قيمة كوسيلة ضغط وسيتخلى عنه.

pedagogy7
pedagogy7
معلم مجاز في التربية وعلم النفس بالأضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب. العمل الحالي قي مجال التربية في ميونخ
تعليقات