دور القصص في التعليم
كان لدينا ثلاثة حروف إخوة ، لديهم أسماء مختلفة، وهم
الباء والتاء والثاء ) ( ويشبهون بعضهم إلى حد
كبير، وكانوا الأطفال لا يستطيعون التميير بينم ، فصادفوا
شجرة تفاح فجاء الباء وأخذ تفاحة واحدة ووضعها في جيب بنطاله ، ثم جاء حرف التاء وحدث نفسه لو أخذت تفاحة واحدة
ووضعتها في جيبي فلن يستطيعون التميز بيني وبين أخي حرف
الباء ( ب ) فلذلك سأخذ تفاحتين لأني جائع وسأضع التفاح
فوق رأسي ( ت ) ثم جاء حرف الثاء وقال : إني جائع أيضاً سوف
أقطف تفاحتين وأضعها فوق رأسي، لكن هذا سيجعل الأطفال
يخطئون في التميز بيني وبين أخي حرف الثاء لذلك سوف أقطف ثلاثة
تفاجات بدل الاثنين (ث ) وأخيراً أصبح لكل مننا علامة تميزه
عن أخيه ( ب - ت - ث ) : هذه هي قصة الشجرة
فهذه القصة سوف تساعد المعلم أو الأهل في تعليم أطفالهم عن الفرق ، بطريقة ممتعة ، فالقصص قديمة جداً، وتُسرد بطرق
ذكية ، كالتلاعب في طبقات الصوت وتحدث إثارة وتشويق لذلك
ليس من بعيد كانت هناك شخصيات تميزت بذلك، كالحكواتي في
المطاعم و القهوات... ولها دور كبير في نقل التراث الشعبي والاجتماعي من جيل إلى جيل ، منها محبوكة من الخيال ومنها حقيقية، وفي
طرق التدريس ، تعتبر طريقة السرد القصصي من الطرق الناجحة في جذب
انتباه التلاميذ والأطفال خاصة أن الطفل لديه خيال واسع وتؤثر به القصص لأنه يتخيلها في ذهنه كأحداث حقيقة ويستمتع بها
كثيراً وتحقق الهدف السلوكي والمعرفي والقيمي ، ولأن الأطفال يملون بسرعة من الأفكار المجردة وسرد المعلومات المجردة
كقصص سوف ينته ويصغي جيداً لذلك سوف نتحدث عن:
أهمية القصص في تعليم الأطفال كوسيلة لتحقيق هدف ما أو بشكل عفوي و فوائد ومهارات وقيم متنوعة:
أولاً: تعد القصص هامة جداً في تعليم الأطفال لعدة أسباب
1= المهارات اللغوية :
أكثر القصص التي يسمعها الطفل باللغة العربية الفصيحة مما يجعله يتعلم مفردات وجمل كثيرة تساعده في فهم أي فكرةيسمعها و وأيضا القصص التي تُسرد عليه باللهجة المحلية تزيد من رصيده اللغوي مما يستطيع التعبير عن مشاعره وفهم
كلام الناس والتواصل منهم بكلمات وجمل تعلمها من القصص
2=تعلم الطفل الأخلاق الحسنة والقيم
كل قصص الأطفال تحوي على سلوكيات نبيلة وقيم هامة وأخلاق قيمة فالبطل دائماً مع الخير ويساعد الآخرين ويحمي الناس من الخطر ودائما يفوز الخير على الشر، والصدق والأمانة
3= المهارات الإجتماعية والعاطفية :
يتعلم كيف يتواصل مع أفراد المجتمع والأقران ويفهمهم وبدل من أن يشرح الطفل إحساسه بعشرات الكلمات، والجمل والإشارة لكى يوصل فكرته وشعوره لشخص ما
يستطيع إيصال شعوره بكلمة واحدة : اشتقت لأبي
ويفهم مشاعر الآخرين
4= حب التعلم والمعرفة :
المناهج في المدارس أكثرها تأتي أفكار الدروس عن طريق قصة ، إضافة للقصص التي يرتجلها الأهل أو المعلم لتوصيل فكرة ما، وهذيربط بين حب الطفل للقصص ، ومن ثم حبه
للتعلم الذي ارتبطت المعلومات بالقصص ، فيحفزه على المعرفة وحب التعليم
استراتيجيات للاستفادة قدر الإمكان من حب الطفل للقصص في تعليمه :
لضمان حب الطفل للقصص يجب علينا :
1=أن تختار قصص تناسب عمر الطفل:
وذلك باختيار قصص ذو جمل ومفردات بسيطة، وأفكار واضحة ومحببة له ، وكذلك مراعاةاهتمام الطفل فهناك قصص تتحدث عن الحيوانات في الغابة وقصص تحكي عن المخلوقات الفضائية... والطفل يحب الغابات والطبيعة وحيواناتها، وأنا أريد أن أوصل له قيمة الصدق ، فستنجح قصة
عن حيوان ما في تحقيق قيمة الصدق لديه أكثر من قصة المخلوقات الفضائية.
2= القراءة التفاعلية :
كأن أسمح للطفل قراءة كلام شخصية معينة ، وأنا أقرأ له كلام شخصية أخرة ، وأطلب منه تخمين نهاية شخصية محددة ، نتابع لتصل إلى مصير الشخصية ونرى إن نجح في توقعه
أولا، هذا يخلق جو من الحماس والتفاعل
3= لتجنب ملل الطفل أقوم بربط أحداث القصة بحياته اليومية :
.مثلاً صادف البطل رجل مسن و ساعده على عبور الشارع " وأنت هل حدث معك موقف مشابه ، وماذا فعلت حينها ؟ وبعد تحدث الطفل عن مسا عدة رجل مسن في عبور الشارع ، تر سخت لديه قيمة احترام الناس المسنين، وسلوك مساعدة الآخرين
4=الاستعانة بمعززات الجذب البصرية :
هذا في القصص المصورة فهي أكثر نجاحاً في جذب الطفل أطلب من الطفل بعد إنهائى من قراءة القصة أن يعيد هو سردها
بأسلوبه الخاص اعتماده على ما فهمه :
ستكون تجربة لطيفة ومفيدة له، وذلك سيزيد ثقته بنفسه وفهمه للقصة، واستخدام مصطلحاته للتعبير عن أحداث القصة ينشط ذاكرته ويزيد مهارات اللغوية، ولغة الجسد
أنواع القصص وفائدة كل نوع منها للطفل :
1= القصص الخيالية :
بسبب خيال الطفل الواسع فسيستمتع بهذا النوع من القصص أكثر مننا كبالغين ، لأنه سوف يتخيل كل موقف في القصة وكأنه أمامه وهذا
ينمي قدرت على الابداع والتخيل
2= القصص الواقعية :
تعزز فكرته عن العالم من حوله والتعرف على أشياء وأنماط مختلفة عن حياة الناس الذين يعيشون بعداً عه وعن مواقفه
اليومية
3= القصص التاريخية :
من الضروري أن يفهم الطفل معنى كلمة تاريخ ، حتى يستوعب أنه ماضي وانتهى ، تعرفة على الأحداث التاريخية ، الشخصيات التاريخية
المشهورة.
4=القصص العلمية :
يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل لكي يتمكن من فهمها، فمثلاً طفل الست سنوات سوف يفهم ويستمتع بقصة عن حياة حبة البازلاء
من كونها حبة إلى تحولها لنبتة ، لكنه لن يفهم قصة الفوتون و البعد الرابع ، بالتالي هي قصص ممتعة ومفيدة ستولد لدیه حب العلوم
5=القصص الأخلاقية :
في هذا النوع من القصص مهم جداً لغرس الأخلاق الحسنة ،الصدق
الكرم، العدل ، الأمانة، التسامح ، والإيثار...
وربطها بشخصيات مشهورة ، كالكرم عند حاتم الطائي والعدل عند الصحابي عمر بن
الخطاب رضي الله عنه، والأمانة وطرح عليه أسألة عن مواقف مرت به وتصرف.
بأخلاقه وأمانته
رابعاً: التأثير الإجابي للقصص على مختلف جوانب النمو لدى شخصية الطفل:
1= النمو المعرفي:
حيث يكتسب الطفل مهارات كثيرة ، الفكر الناقد، التفكير المنطقي التخلص من الخرافات، وتعلم مراحل حل المشكلات، وتطبيق ذلك
. على مشكلة تواجهه ، والتمييز بين الواقع والخيال
2= النمو اللغوي :
. كلما كان الطفل غني بالمهارات اللغوية، كلما زادت ثقته بنفسه و فهمه للآخرين وقدرته على التعبير عن مشاعره ونجاحه في التواصل الاجتماعي ، وتكوين صداقات ......
3= النمو الاجتماعي :
بعد اكتساب مهارات التواصل الاجتماعي بفضل رصيده اللغوي والمفاهيم القويه يصبح من السهل فهم المجتمع وعلاقات الناس ببعضها
وعلاقاته مع أفراد المجتمع واحترام عادات وأعراف المجتمع
4 = النمو العاطفي :
الحب ، الكره ، الإيثار ، الحماس، الغيرة ، الغضب ، الندم ، الفرح، الخوف، القلق ---- كلها مشاعر ، يشعر بها ويعر ف اسم كل شعور وأثره عليها والتعامل معه بوعي ، والتعرف على أسبابها
5 = النمو الأخلاقي :
حين تؤثر شخصية في قصة ما على الطفل فإنه بشكل من الأشكال سوف يتقمص صفات هذه الشخصية ، وغالباً قصص الأطفال الهادفة
. يكون البطل مُعد ليؤثر على شخصية الطفل ، فإن كانت شخصية(البطل )
انتبهوا معي جيد يا أهالي ياأولياء الأمور الكرام يامربين.. لاتنسوا ماأقول
أعيد
إن كانت شخصية (البطل)
لا تكذب ، شجاعة، قوية، تحب الناس وتساعدهم ، وتسعى نحو هدف نبيل، وطموحة، وناجحة فإن الطفل سوف يتقمص كل هذه الصفات
إلى أن تترسخ هذه الأخلاق في شخصيته وبعقله اللاواعي وتصبح كأنها جز منه، وإن كانت له شخصية مفضلة في إحدى القصص غير المخصصة للصغار حصل عليها دون رقابة، وظهرت اضطرابات نفسية عند البطل فقام بتدخين لفافات التبغ والخ مر وشرب ال... م.... خ.... د... .. ا...ت والإ..ج.... ر.... ا..... م
فإن الطفل سيعيش في صراع داخله، وشدة تعلقه بالبطل قوية، فقد يلجأ إلى اعتناق مبادئ البطل...
.وأما الدروس في مناهج المدارس العربية على شكل قصص تتضمن قيمة ، فمن
مننا لا يذكر درس (دجاجة أم حمدان ( في كتاب القراءة ، حيث نحبت وحزنت على فقدانها لدجاجتها وكرهت ذلك، فإذا بعد حين عادت الدجاجة
وخلفها سرب من الصيصان، وقلم مازن الذي ضاع في المدرسة....
خامسا : بعض التحديات يجب مراعاتها
1 - اختيار قصص تناسب عمر الطفل ودرجة ذكائه..
2 = لأن الطفل من الصعب أن يحافظ على تركيزه لفترة طويلة لذلك خصص طرق لسرد القصة بشكل يتزامن مع فترة التركيز القصيرة، والاعتماد على اهتمام الطفل
3= تجنب المبالغة في التعليم المباشر :
إلى حد هذه اللحظة ونحن نتحدث عن دور القصص في التعليم
لكن لتجنب ملل التلميذ، وخسارة عامل الجذب يجب أن تكون هناك قصص تُقرأ بدافع المتعة والتسليه ولا نستر سل إلى فائدة
قط
4= الفروق الفرديه :
قلنا أن كل شخصية هي بصمة ، لذلك يجب أن نضع بالحسبان أن الأطفال لهم طباع و قدرات و اهتمامات مختلفة ، وكل أم تعرف
عن طفلها هذا الجانب، لتختار القصص التي تناسب طفلها .
لا يمكن انكار دور القصص المصورة في التعليم ، بل هي مفيدة بشكل فعال في جوانب شخصية الطفل المعرفية والوجدانية والعاطفية
وتختلف مواضيع القصص من علميه واقعية خياليه
رغم ذلك يجب مراعات عمر الطفل ، اهتماماته الفروق الفردية والإناث أيضا تفضلن بالفطرة قصص الأميرات، والفساتين والدمى...
والحقيقة أن دور القصة التي تحوي على معلومات تفيد الطفل فيها فائدة تفوق كل أجهزة اللاسلكي والأنترنت وشاشات البلازمه
فكلها خوابي مبهرجة من العسل وداخله سم زعاف شديد الزراق ، فلم يتركوا لنا ما نعلم به أطفالنا إلا
القصص الهادفة والمصورة لسهولة الحصول عليها
ورخص ثمنها، ومخصصة للأطفال، ولاتحتاج رقابة أساساً بماأنك أنت من اختارها، وأكثروا منها
اجعلوها متاحة وأتركوا هواتفكم اللاسلكية واقضوا بعض الوقت مع أطفالكم، اصطحبوهم معكم إلى المكتبات، واتركوا لهم فرصة ليختاروا القصص المصورة التي يفضلونها، وحتى أن أكثر المكاتب تقوم بإعارة الكتب بالمجان، ثم تعيدها وتستعير غيرها، ياناس علموهم عالاعتياد على المكتبات، ووفروا لهم الفرصة ليعبروا عن نوعم القصص المفضلة لديه، ولاتجعلوهم أن يفكروا مجرد تفكير بإقتناء هاتف خاص بهم ولا استعارة هواتفكم،،، وحين يكبرون ويصبحون في سن الرشد بهذه الحالة لن تستطع منعه من اقتناء جوال خاص، لكن دائما شجعه على الكتب المفيدة
، اصنع له مكتبة واشتري له كتب يحبها كالعلوم والفلك والطب والنباتات... وأنت أيضاً،، كم مضى عليك وأنت تمسك جهازك وتتصفح، اتركه واصنع كأس من الشاي الأخضر وأدخل المكتبة انتقي كتاب تحبه ثم أوقد شمعة وعش حياتك محرر الفكر مرتاح الخاطر
نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.