 |
الخوف عند الأطفال , اسبابه وعلاجه |
الخوف عند الأطفال، وعلاجه
أهلاً بعودتك، مابك؟تظهر ملامح التعب على وجهك! .... :لم أنم جيداً ليلة البارحة. ... :لماذا؟ فقد كنت في زيارة لقريبك وصديقك،
لماذا لم تنم جيداً؟.... : لاأدري. العفو منكما، نحن ندري، فهل لنا من مداخلة؟ في
الحقيقة أنه فعلاً لم ينم جيداً، وهذه حالة دفاع طبيعية في جسم الإنسان، منذ العصر
الحجري، حين كان الرجل ينام على باب الكوخ أو الكهف ، لكن الخوف يسيطر عليه، طوال
الليل خوفاً من هجوم الأسود أو أحد الحيوانات المفترسة للإنسان، هنا الخوف هو وسيلة
دفاع، تجعله في حالة تأهب لأي خطر يواجههم، حيث مع حلول الظلام ووقت الراحة يبدأ
هرمون الاسترخاء، الميلاتونين :الهرمون المسؤول عن النوم، بعد استشعار حلول الليل.
لكن الخوف يعكس العملية وذلك بمنع افراز الميلاتونين، وتدفق الكورتيزول المسبب
للخوف والتوتر، ومن ثم يكون الإدريلانين في حالة تأهب لكي يقوم بدوره عند وجود خطر
ما، حيث يتدفق في الدم بسرعة، فيزيد من قوة العضلات وتوسع حدقة العين ويسرّع ردة
فعل الجسم، بزيادة تدفق الدم للأعضاء المسؤولة عن الدفاع، الأطراف تتضاعف قوتها،
تكون الحواس في أشدها، إنه إنذار الخطر والتأهب، بكامل قوة الجسد لمواجهة الخطر،
و.... مهلاً مهلاً، يبدو أننا سافرنا قليلاً في الزمن، لكن ياسيدي، بكل بساطة، هذه
المنظومة الدفاعية مازالات موجودة في جسم الإنسان، وأنت جسدك تفاعل مع المتغيرات
الجديدة التي تعرضت لها، كتغير المكان والبيئة والوسادة، وتعامل جسدك مع هذه
المتغيرات، بشكل ذاتي على أنها خطر، فجعلت جسدك في حالة خوف وتأهب، فحدث معك
هذا....
بالمناسبة إنها وسيلة طبيعية توجد عند الأطفال حتى بشكل فطري، الأطفال؟!!!
نعم وهو موضوعنا، الخوف عند الأطفال، إنه شعور بعدم الارتياح، كرد فعل طبيعي وفطري
لأي ظرف أو مؤثر يتعرض له الطفل، وهذه حالة طبيعية، كوسيلة دفاع فطرية، إلى الآن
ليست لدينا مشكلة. إذاً الخوف هو أمر طبيعي، ووسائل دفاعية، وحتى أن انعدام الخوف
بحد ذاته يعرض الشخص للخطر، لعدم وجود منبه يمنعه من الأشياء التي تضره، هذا ليس
موضوعنا ، مشكلتا اليوم هي الخوف المفرط والزائد عند الأطفال، فقد يتعرض الأطفال
للخوف من أشياء اعتيادية، تصادفهم في هذه المرحلة الحساسة، كالانتقال لمكان جديد،
أو دخول الروضة، المدرسة، التعرف على أصدقاء جدد، الظلمة، الشخصيات الخرافية، التي
عادة مايستخدمها الأهل في حكاياتهم للأطفال ، وتختلف هذه الشخصيات من ثقافة لأخرى .......
وهذا أمر طبيعي، يتلاشى مع الاعتياد عليه عادةً. لكن الآن ندخل في صلب
المشكلة: يولد الطفل ومعه نوعان من الخوف، الخوف من السقوط، والصوت العالي، ثم يكبر
وتظهر لديه أنواع مختلفة من الخوف، لكن يكون الخوف بشكل مبالغ فيه، قد يؤدي إلى
نوبات من الذعر التي تستدعي التدخل الطبي، هذا يحصل بسبب عوامل عادية، الانفصال عن
أهله، خوفه بشكل مفرط من الخرافات والقصص المخيفة التي يسمهعا ، الخوف من أشياء ليس
من المفترض الخوف منها كالتخيلات، والصور المخيفة، والظلمة والوحدة، الخوف من
الأجواء الجديدة، كالحضانة والمدرسة، والأطفال الجدد التي يحاول تجنبهم، وحتى من
المعلم، مما يخلق لديه حالة من التوتر والقلق الشديد، يؤدي إلى مشاكل عديدة لدى
الأسرة.
حيث هذا الخوف الزائد لدى الطفل يجعله يلتصق بوالديه، ويجدون صعوبة في دمجه
في المجتمع، الحضانة، الروضة، وحتى قد يصل به الخوف، إلى رفضه دخول المدرسة، ويتطور
خوفه بشكل سريع يصل إلى القلق المستمر، التوتر الذعر، هذا الحد غير الطبيعي من
الخوف، واستمرار الخوف تخييم القلق والتوتر على كل حياته، يصبح بدون سبب حتى، دائما
في حالة خوف من اللاشيء، تسبب اضطراب في سلوكه بشكل ملحوظ في المنزل أو المدرسة،
فيؤثر على نومه،فيشاهد الكوابيس لايمارس هواياته، ولعبه، وكل شي عادي يخاف منه،
يؤثر هذا على حياته بشكل سلبي، فيصاب أحيانا بالذعر والتشنجات وآلام في البطن
والصداع المستمر، الخوف الشديد من العوامل العادية، والخوف طوال الوقت الذي يؤدي
إلى القلق المستمر وهنا يدخل في حالة تسمى:اضطرابات القلق المعمم، وهذه من الأمراض
النفسية التي تحتاج لعلاج، لأن حالته هذه، ستلاحقه إلى مرحلة المراهقة، والشباب.
الشاب يعرف بأن خوفه لاسبب له، لكن الطفل يتعامل معه بشكل حقيقي، هذا النوع من
الخوف والقلق المستمر يسبب للطفل أعراض مختلفة على الأهل الانتباه لذلك.
أعراض جسدية:
- عدم انتظام نومهم، والكوابيس.
- اضرابات في الجهاز الهضمي.
- تغيرات في نظام
غذائم، وفقدان الشهية.
- التعب والإنهاك وضعف الجسد.
- أنواع مختلفة من الصداع
(الشقيقة).
أعراض نفسية:
- الخوف المستمر.
- شد الحساسية، من المؤثرات السلبية.
- ضعف شخصيته.
- شعوره الدائم بالوحدة.
- التشتت، وعدم القدرة على التركيز.
- شعوره
بالغضب، والحزن.
ومن بعض أعراضه السلوكية:
- العنف،والعدوانية،والغضب: يظهر هذا
بشجاراته المستمرة مع أقرانه في الروضة أوالمدرسة...
- يجفل بسرعة ومن أي شيء، صورة
أو شخص أوصوت.
- قد تجده يخفي سلاح يحمي به نفسه:كسرة زجاج، نصل سكين...لايحب
مغادرة المنزل.
- يلتصق بأبويه أثناء الليل والنوم.
- لاينام في الظلمة، ويبكي بعد
رؤيته للكوابيس.
الأسباب، وتباً لها:
كيف ذلك؟ هذه العوامل
الموجودة في الدماغ:الناقلات العصبية، ولها عمل معقد، فهي التي توصل إشارات
للدماغ:بأن يكون الشخص سعيد أو حزين أو خائف.... كالسيروتونين، وحمض غابا، وأي خلل
فيها، يؤثر في مزاج الشخص سلباً، ومنها:
الخوف المفرط
هذا العوامل التي يتدخل بها
الطب النفسي بالأدوية.
العوامل الوراثية:
نعم فإن كان الخوف المفرط موجود في
تاريخ العائلة، فإن السلم الوراثي قد ينقل هذا الجين للأجيال القادمة، كما ينقل
صفات الطول واللون والشكل، فإن أيضاً العوامل النفسية تنتقل بالوراثة كالإكتئاب،
وقابلية تعاطي الممنوعات، تخيل، كما هذا يحصل في الخوف والذعر.
عوامل أسرية:
أيضاً الطفل يتعلم من الأسرة، ففي حال كان الأبوين أو أحد أفراد الأسرة يعانون من
الخوف والقلق، فقد يتعلم الطفل هذا منهم.
عوامل بيئية:
أي المحيط بالطفل، الحروب،
ورؤية مناظر قاسية، كالمجازر، الموت، والهجمات الإرهابية، والسطو والقتل.. فناك
علاقة وثيقة بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية، فإن هناك استعداد وراثي للطفل
بالإصابة بالقلق والخوف لكنها غير مفعلة، فإن العوامل البيئية، تنعشها أو تكبتها.
بعض الأمراض النفسية:
التي ربما يكون طفلك مصاب بها، والأسباب الأربعة السابقة،
لها دور في ظهورها(كالرهاب الاجتماعي،والرهاب البسيط واضطرابات مابعد الصدمة،
الوسواس القهري، واضطراب القلق المعمم،ونوبات الذعر والهلع... ) وهي كثيرة، ولها
تفاصبل معقدة، ولها أعراض كثيرة ومتداخلة، وكلها تسبب الخوف، ولايستطيع تشخيصها إلا
الطبيب النفسي أو المعالج النفسي، بمساعدة الأهل.
الاعتداء الجسدي:
كالتعرض للضرب
المبرح.
التحرش الجنسي: أيضاً هنا قد يتعرض الطفل لاضطرابات مابعد الصدمة.
علاج الخوف عند الأطفال
- لنفهم بأن الجين الوراثي قد يكون سائداً، وقد يكون متنحي، أي
أنه ليس من الضروي إن كان في تاريخ العائلة جين الخوف المفرط أن يظهر لدى طفلك،
فهذا نسبة ضعيفة ظهوره لدى طفلك، وحتى إن كان لدى طفلك الاستعداد الوراثي للخوف،
فإن البيئة والأسرة يمكنها لعب دور إيجابي في كبته وعدم ظهوره فلاداعي للقلق.
- نادراً جداً مايكون سببه بيولوجي، بسبب السيالات العصبية، وإن ظهرت أعراض الخوف
الشديد، يمكن السيطرة عليه بالعلاج السلوكي والمعرفي، من قبل الأهل والأخصائيين
معاً.
- إن كان أحد أبويه يعاني من الخوف الشديد، فبكل بساطة، لاتظهر خوفك أمامه. دائماً أصفه بأنت قوي، أنت بطل وأمدحه، وانتقي نوع من الآنمي الذي يكون فيه البطل
شجاع يقارع الصعاب ولايخاف منها، وأمنعه من مشاهدة المناظر القاسية، كالمجازر،
واخبره بأن الظروف الصعبة تقوي الشخص.
- أتظاهر دائماً أمامه بالقوة والشجاعة، فهو
يتقمص شخصيتك.
- التواصل بين الأهل و الأخصائيين في المدرسة، وأهتم بملاحظة المعلم
عنه، وأي بوادر خوف مفرط تظهر لديه، أستشير الأخصائيين لتدارك الموقف.
- أتحدث له
عن قصص الأبطال والمغامرين، وأُكثر من الضحك والمرح معه، وأعلمه أن الخوف خلقه الله
فيه ليحميه وليميز الخطر، وأي موقف مخيف بالنسبة له، أتفهمه جيداً وأحاول جعله
يأخذه بالسخرية والضحك.
- أرجوكم،اتركو قصص الرعب وتخويفه بالعفاريت والزومبي،
واستبدلوها بقصص الأطفال.
- إياك والعنف معه، علمه كيف يحمي نفسه من الغرباء
المريبين.
- أرسخ له قناعة بأن الله متكفل بحمايته.
- أعلمه على مهارات التواصل،
لتكوين أصدقاء له، وأخبره بأنه سيصبح رجل قوي، وسيصبح طيار أو طبيب يعالج الناس
الذين يخافون.
- أعلمه وسائل الدفاع عن النفس، أو أسجله بنادي يناسب عمره ليشعر
بأنه قوي،وأطلب منه طلبات تعزز من ثقته بنفسه، كطلب منه فتح الباب للطارق، ودائماً
أذكره أنه رجل البيت في غيابك، وأتجنب تعريضه للأشياء التي تثير الذعر لديه، إلى أن
يكبر سيعرف أنها مجرد أشياء عادية لاتخيف. وآخر كلمة نسمعها دائماً: درهم وقاية،
خيرٌ من قنطار علاج.
- عوامل بيلوجية:
نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.