📁 آخر الأخبار

الأنمي وأثره على المراهقين


الأنمي وأثره على المراهقين



  الأنمي وأثره على المراهقين 

هل دخلت منزلك و استقبلك طفلك أهلاً بعودتك أبي؟! واستغربت تأهيله بك بالعربية الفصيحة؟ هل سمعت بالمراهق الروسي Leonid Hmelev، الذي انتحر بسبب موت إيتاشي أوتشيها بطله المفضَّل من انمي (ناروتو شيبودن )؟ 


الأنمي تعني الرسوم المتحركة في اليابانية، وليست كلمة تصنيفه للكبار، إنها تشمل كل الرسوم المتحركة، لا يمكن التحدث عن الأنمي دون ذكر اليابان التي أخذت الصدارة في إنتاجه، عالمياً، بدأ الأمر لغرض سياسي وهو تغيير نظرة العالم لليابان بعد تاريخها الدموي في العصور الوسطى، ثم سرعان ما تحول لغرض تجاري لتدهشنا الأرقام ، فمثلاً كانت تصل تكلفة الحلقة الواحدة من أنمي (جوجوتسو كايسن) إلى 300ألف دولار، و(مذكرة الموت) وصلت تكلفة الحلقة لمليون دولار.



أهداف إنتاج الأنمي

سياسية، ثقافية، دينية، وأهم أهدافه، ربحية، ذكرنا تكلفة إنتاج الحلقة الواحدة، فما بالك الأرباح التي تجنيها ؟ الأنمي الذي يفشل بعد كل هذه التكلفة، قد يتسبب بإفلاس الاستوديو وإغلاقه، وتوقف عرض الأنمي ، ولكي يتجنب الاستوديو المقامرة يبحث عن المانغا التي تلقي رواجاً كبيراً، ثم يتعاقد مع مؤلف تلك المانغا لإنتاجها كأنمي ، والمانغا : هي قصص مصورة، هذا الكلام ضروري لنفهم ماهي المانغا، وماهو مبدأ إنتاج الأنمي .



الأنمي عربياً

عربياً المدبلج للغة العربية الفصيحة، بداية دخوله الوطن العربي عن طريق الحكومة، بعد تدقيق وتنقيح ورقابة شديدة، ولم يكن هناك أي خطر منها، ثم اشتهرت قناة سبيستون في هذا المجال، حيث اشترت حقوق التعديل والنشر،و كانت تقوم بتبديل الحوارات المنافية لعقائدنا وقيمنا بأخرى تتماشى معها، وتغير صلة القرابة بين بعض الشخصيات، وأحياناً كانت تغير القصة كلها، أما الملابس التي كان من غير المناسب أن يشاهدها الأطفال كانت ترسم لها إضافات،وتغير لون الخمر، وتحذف المشاهد الخادشة للحياء..



لذلك كانت قلوب أهالينا مطمئنة لما نشاهده ، وأيضاً لم تشكل أي خطراً حينها، بل كان لها فوائد كثيرة منها :

  1. غرس القيم: كالمحبة والصداقة (كصداقة ناروتو بساسكي) رغم تخلي ساسكي عنه، إلا أنه أصر على إرجاعه....
  2. العمل بروح الفريق:
  3. وكان هذا جوهر الاختبار، الذي سيخوضه كل فريق يريد التدرب على يد المعلم كاكاشي(ناروتو).
  4. التعليم: العمل الكرتوني الشهير(كان يا ما كان الحياة)، الحاصل على جائزة نوبل.
  5. الصبر على الصعاب:(مدرسة الكونغفو) مواجهة سامبي الإختبارات القاسية والتدريبات الشاقة لتحقيق هدفه.
  6. الإصرار على تحقيق الأهداف : كهدف ناروتو أن يصبح هوكاجي حتى تحقق حلمه.
  7. التضحية في سبيل الوطن:أمثلة كثيرة... 
  8. تعليم الأطفال اللغة العربية السليمة.



والكثير الكثير من الفوائد لكنها ليست موضوعنا..


المشكلة بدأت عام 2012،وذلك حينما فاقت أضرار الأنمي فوائده بكثير،وشعر الأهالي بالتأثير السلبي، الذي تسلل إلى أبنائهم، و ظهرت ملامحه:

  1. دخول ثقافات غريبة إلى ثقافتنا العربية لم يكن للتعرف عليها أثراً جيداً على المراهقين.
  2. احتواء بعض الأنمي على مشاهد دموية ومرعبة، كالقتل والجثث والدماء والتعذيب بطرق فظيعة، مما دفع كثير من الدول عربية وأجنبية لمنع عرضها، مثل أنمي (طوكيوغول)، الذي تم حظره حتى في اليابان نفسها، وحين نقول أنمي، نقصد بها الرسوم المتحركة اليابانية.
  3. كثرة مناظر القتل والدماء، مع الوقت أدى إلى برود انطباع المراهق عنها، وأصبح يراها على أنها أمر طبيعي ، حتى ولو حصلت أمامه في الأماكن العامة.... ،وهذا بحد ذاته مشكلة.
  4. حين تشاهد موقف ما أنت ترفضه أساساً، مع تكرار عرض هذا الموقف أمامك، سيكون أمر عادي بالنسبة لك، إلى أن تتقبله مع الوقت،وهذا مايسمى بالتطبيع الذي ينجح معك كبالغ وراشد، فمابالك الطفل والمراهق؟
  5. (التطبيع)قائم على أسس نفسية،يستغلونه لتمريرمايشاؤون من أفكارومبادئ كالجريمة والقتل،المثليةوالإلحاد.
  6. العزلةوالعيش بعالم خيالي بعيدعن الواقع،مما يفقده مهارات التواصل، والتعامل مع الآخرين.
  7. يظهر الأنمي الفتاة بصورة مثالية و وجه جميل وقوام أنثوي، والشاب وسيم وجذاب، قوي وذو كاريزما،أو يضع المكياج والمناكير، وثياب أنثويةوأقراط، إن كنت لاتدري فهذا أفضل، مصيبة في اليابان تحصل!!!!! إنهم يتعلقون بالبطل الخاص بهم، لدرجة أنهم يتزوجون من دمى تمثل بطلهم، أكان ذكراً أو أنثى،إنهم يتزوجونهم فعلاً،أما نحن فنكتفي برفع معايير الجمال بشكل تلقائي، هذا مايفصل المراهق عن واقعه أكثر.
  8. الرموز المعروفة في الأنمي.... ، وظهور صراعات بين البشر والآلهة،أفكار تنافي عقيدتنا السليمة.
  9.  محاولة تبرير الجرائم التي يرتكبها المجرم، والتعاطف مع الشياطين الذي كان لهم ماضي مؤلم، حين كانوا بشراً، كالقمر العلوي( آكازا)، الشيطان الأكثر شعبية في أنمي قاتل الشياطين، ليصبح حلم أبنائنا أن يذهبوا إلى اليابان، ويزورن قبر (كوراما) الذي ضحَّى بحياته، من أجل ناروتو في آنمي (بوروتو).
  10. لنريح اليابان قليلاً، فتأتينا ديزني، معلنة عن نيتها بجعل 50%من الشخصيات والأبطال في رسومها المتحركة،يرتدون ملابس عليها علم المثلية،متبعين مبدأ التطبيع.



ويعود سبب كل هذه المصائب، إلى دخول الأنترنيت العالم العربي، وتوقف سبيستون عن الفلترة، وأصبحت النسخ الأصلية للأنمي بين أيدي الأطفال والمراهقين، مترجم بشكل حرفي عبر شاشات الأجهزة الذكية، وبرامج التواصل الاجتماعي، وغياب الرقابة عن الأنمي وعن المراهق، وصعوبة تواجه الأهالي في الإحاطة بأبنائهم..




ولكن كدورنا الأهل ما عسانا أن نفعل؟

رغم أننا نستهدف المراهق، لكن لا يمكننا تجاهل أهم فترة يمر الإنسان فيها، مرحلة الطفولة، التي تمتد من 7 إلى 12سنة، هي المرحلة الأكثر خطورة وحساسية، والمهيئة نفسياً لاستقبال كل من يرغب في صقلها وتشكيلها، فهنا عليك مراقبة الطفل بشكل صارم، ومشاهدة المسلسل كاملاً قبل إتاحته لطفلك، ووضع برنامج يحدد له وقت مشاهدة حلقة واحدة يومياً، من مسلسله المخصص لفئته العمرية.



أما المراهق:

  1. لايمكننا التواجد معه على مدار الساعة، لكن يمكننا مناقشة عقله، الذي يصاحبه، أي علينا الحديث معه بكل حب وشفافية.
  2. نحاول بناء جسراً من الثقة بيننا لنتابعه.
  3. نطلب منه أن يتحدث لنا، عمَّا يدور في ذهنه من أفكار، والتعرف على انطباعه عن كل آنمي،أو مشهدحساس شاهده. أتظاهرأني مهتماًبالأنمي والتفاصيل،وأطلب منه أن نبحث عن اسم وصورة مؤلف المانغا،وصورة مؤدي صوت شخصيته المفضلة، هذامايقلل شعوره بواقعية الآنمي. 
  4. عند موت الشخصية المتعلق بها ، نلقي اللوم على مؤلف المانغا الذي رسم بطله وكتب موتها حتى لايتأثر بموتها.
  5.  مشاركته اهتماماته، وعدم إلزامه بنوع أو فئة من الآنمي،وأذكِّره دائماً بالقناعات والثوابت الخاصة بنا.
  6. نناقشه أن مابين يديه، فيه الشيء الضار والشيء المفيد، فلينتقي الأزكى والأجمل، وليتجنب السيء والرديء.
  7. أعلمه الفكر الناقد.
  8. أرتجل معه الرد المناسب، لأي موقف مفاجئ.
  9. بمعنى أكثر بساطة، أسلحه بما يمكن أن يفيده، ثم أتركه بكل أريحية أن يختار.
  10. غمِّد أفكارك كبالغ بغلاف يطيقه و يحبه،ويناسب عمره كمراهق.
  11. هناك نقطة يجهلها الأهالي، ومعروفة بين جمهور الأنمي ب(الحرق)، ويقوم بها متابعي المانغابنشر أحداث القصة قبل أن يعرضها الأوستوديو كآنمي، كون أن قصة الأنمي موجودة في المانغا قبل عرض الأنمي
  12. أحاول إقناعه بأن عليه أثناء عرض الآنمي المفضل له أن يضطلع على الحلقات القادمة من المانغا، وذلك لأن لكل شيء نكهته الخاصة ومن الممتع أن أشاهد المانغا وانتظر عرضها من الأستوديو وهذا يخلق لديه شيء من الفضول الممتع، كيف ستكون فصول المانغا حين يتم عرضها الأستوديو، لكن الهدف الحقيقي من ذلك أن تصله أحداث الأنمي بالتدريج، ولا يتفاجأ بالأحداث الصادمة، هذا يخفف من أثرها النفسي عليه.



ففي النهاية ، لن يقوم إلا بما يقتنع به هو، وبمساحة الثقة، التي سمح لك عبرها بالتواجد معه دائماً، حتى ولو كنت غائباً عنه.

pedagogy7
pedagogy7
معلم مجاز في التربية وعلم النفس بالأضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب. العمل الحالي قي مجال التربية في ميونخ
تعليقات