طفلي المتوحد، كيف أعامله؟
للأسف، المسألة ليست 1+1=؟كم يساوي، إنما الأمر أعقد بكثير، كملم بحالة التوحد، لا أريد اخبارك بأنها مسألة سهلة، وكذلك، لا أريد أن تراني أخوض خيوط التوحد المتشابكة، بل نريد أن نوصل لك، النتيجة بأكثر بساطة، عموماً لازال علم النفس حديثاً، وبكل الأمراض والأدوية، يستخدمون كلمة (يُعتقد) (حتى يتفادون الدعاوي والمحاكمات التي ترهقهم مادياً) خذ يدك بيدي، لمحة بسيطة، لكي أوصل لك الفكرة، فمريض الإكتئاب، يشخصه الطبيب النفسي، ثم يصف له دواء، يعتقد أنه يحل مشكلته، هذا الدواء، ليس، سيتامول يصفه للصداع، فيُشفى المريض، إنما على مريض الإكتئاب، استخدام الدواء، لمدة من شهر، إلى ٦ أشهر، مع تحمل الأعراض الجانبية للدواء، التي قد تؤدي به إلى الانتحار، ركّز معي هنا، بعد كل هذه المدة، قد لا يكون هو الدواء المناسب له، ثم يعود للطبيب النفسي، ليصف له دواء آخر، وبكل خجل، أيضاً يعتقد أنه مناسب له، وماأكثر أدوية الإكتئاب، هل لاحظت معي التعقيد؟ فالنفس البشرية معقدة جداً، الإنسان، استطاع فهم كل شيء من حوله تقريباً، إلا عقله،هذا العضو الذي فهم به، لم يستطع فهمه، والتفاصيل جبال، وحبال، ربما وصلت الفكرة الآن، فمابالك مجموعة من الأعراض، التي تتخطى الأربعين، في طفلي المتوحد، لكن الإنسان لم يحب اليأس على مر العصور، باحثاً في أعماق النفس البشرية، هذا التعقيد كله، نبعده عنك، ونحاول اخفاء ملامح التعب عنك، لنوصل لك المفيد البسيط، هذه المشكله ، تلقي بكل أثقالها على أهل طفل التوحد، لكنهم ليسو وحدهم، تشتت ملامح المشكلة، هو مشكله بحد ذاته، فكل عائلة، اختارت الطريقة التي تناسب قدراتهم، في المقال السابق، كانت طريقة مجهدة للأهل، لكن النتائج التي كانوا يريدونها، تطلبت هذا الجهد، ولكل أهل طاقة وقدرة معينة، فمنهم من أرادوا فقط، معرفة الطريقة الصحيحة لمعاملة طفل التوحد، وتأمين الراحة له ولهم، نعم سنساعدك بذلك.
إذاً، طفل التوحد، حالة غريبة، المشكلة أن طفل التوحد مدمن، هذا أقل مايمكن قوله، فهو يسير ضمن روتين محدد، وتصرفات فردية، تختلف من طفل لآخر، وهو سعيد جداً بحياته، تلك العادات المحدودة، جعلت منه صعب المراس، لايمكن للإنسان الطبيعي فهمه، دون أن يكون ملماً بكل حالته.
سبب هذه المشكلة، خلل نمائي في الجهاز العصبي،أثّرَ بشكل غريب على عقله، فجعل منه إنسان يعيش حياته لوحده، اتكالي، لايحب التواصل.... صفات كثيرة ذكرناها سابقاً.
:إذاً ما هو الحل؟ كيف أعامله، طفلي لايراني مناسباً لأكون أهله، أريده أن يعيش حياته مرتاحاً، دون أن أسبب له الأذى، أريد أن أفهمه، أفهم مايحب، مايكره،مايؤذيه، مايمرضه،....................
على مهلك علي، على مهلك، توقف، سنبدأ خطوة خطوة، فنحن نتعامل مع ترسانة من الأعراض، والحالات الطارئة، كن معي بعضاً من اللحظات، في هذه الخطوات:
1=تثقف، اقرأ عن التوحد، ودقق على التفاصيل التي تخص الأعراض لدى طفلك، فليس من الضروري، أن تكون كل أعراض التوحد، موجودة لدى طفلك، فابحث فقط في العادات التي توجد في طفلك،وحمل كل أفراد أسرتك المسؤولية، وتواصل مع الأهالي، الذين لهم طفل متوحد، فقد تستفيد من تجاربهم الناجحة.
2=طفل التوحد، يفضل نوعاً محدداً من الطعام، ولايحب تغييره، قد يسبب له بعضاً من الأعراض، لذلك حاول وبالتدريج، إضافة له أنواع جديدة من الطعام، إلى قائمته المفضلة، مع الأيام، سيعتاد وجودها، وسيتناول منها.
3=لايحب النظر في عين أحد، واصرارك على ذلك سيبب له التوتر، لذلك قدر رغبته، ليبقى مرتاحاً.
4=هناك سمة مميزة لطفل التوحد، وهنا سنغير الخطة، لكي، نجعله يتركها، البكاء، نعم البكاء، هذا مزعج جداً لك، حاول تجاهل الطلبات، التي يطلبها عن طريق البكاء، بالتدريج، سيجد أن البكاء وسيلة ضغط فاشلة، فيستركها، تحتاج هذه الخطوة، إلى قوة وصمود منك.
5=لايحب التواصل اللفظي، ومحاولتك للتواصل معه، ستسبب له التوتر والغضب، فخذ هذا في الحسبان.
6=طفل التوحد ذكي، ويحاول دائما ايجاد نقاط ضعفك، لكي يستغلها، من أجل تحقيق رغباته، فكن هادئاً وحذراً، وتعامل معه بشكل طبيعي.
7=كما ذكرنا سابقاً ومراراً، سلوكليات طفل التوحد، محددة، وروتينية، وأي محاولة منك لتغييرها، ستزعجه.
8=طفل التوحد حساس جداً، فلاتعتقد أنه لايفهم ماتقول، فإياك بأن تتحدث عنه، بمايجرحه.
9=طفل التوحد، جسده مثلنا ومثله:
كيف ذلك؟
قد يصاب بمرض ما، فعليك أخذه إلى الطبيب المختص، وروج له الفكرة مسبقاً، لكي لايقاوم الطبيب، لاتتأثر ببكائه، كن ثابتاً،وحين تفترض حالته الصحية البقاء في الفراش، حاول تهدئته، إن رفض تناول الدواء، فقم بوضعه على الطعام المفضل له، ولاتهتم به أثناء مرضه، بشكل مبالغ به، لأنه ذكي، ويحاول دائماً، أن يصطاد نقاط ضعفك، حتى لا يتظاهر بالمرض، لكي يلقى هذا الاهتمام.
10=اللجوء إلى المختص: كالطبيب النفسي:
فقد يصف له بعض من مضادات الذهان، التي تحد من نشاطه المفرط، أو بعض المهدئات الخفيفة، التي تساعده على النوم بشكل منتظم، لأنه عادةً مايعاني من عدم انتظام نومه.
المعالج السلوكي:
سيسألك المعالج السلوكي، عن العادات لدى طفلك، فعليك تجهيز الإجابات على أسئلته، لأن طفل التوحد لايظهر الأعراض أمام المعالج السلوكلي، هذا في حال عدم قدرتك على التعامل معه، في عادة من عاداته، فالمعالج السلوكي قد يقدم لك المساعدة في ذلك.
الطب البديل:
لم يبق مجال إلا وتدخل في علاج طفل التوحد، قد يصف لك بعض من الأعشاب الطبية، لحل مشكلة ما في طفلك، ربما يستجيب طفلك لها، وربما لا، على كل حال، كن حذراً من تداخل الأدوية مع الأعشاب الطبية ، فتسبب له مشاكل صحية.
مختص التواصل :
خذ بنصائحه أيضاً، فقد يساعدك في معرفة طرق جديدة، للتواصل مع طفلك، دون أن تسبب له التوتر.
وأخيراً :
تجنب الأحكام المسبقة، لاتقلق بشأن الأعراض، التي تقرأها عن طفل التوحد، فتتوهم وجودها في طفلك، دون أن تكون موجودة لدى طفلك أساساً، ذكرنا سالفاً بأن ليس من الضروري أن تكون كلها موجودة لديه، فمثلاً قد تقتنع أن طفلك لا يحب تكوين الصداقات، وفي الحقيقة هو لديه هذه القدرة، ويستطيع تكوين الصداقات، مع أقرانه من أطفال التوحد أو العاديين، إذاً طفلك حالة فردية وتعامل معه على هذا الأساس.
النهاية
نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.