📁 آخر الأخبار

تأثير المحتوى غير المناسب على المراهقين

 


تأثير المحتوى غير المناسب على المراهقين

المقدمة:


غالبًا ما أبدأ المقالات بأسلوب فكاهي وظريف، لكن هذا المقال فعلاً بأهميته، أخذت موقفًا جديًا. أشعر بالمسؤولية نظرًا لجديّة موضوع هذا المقال. المقال يبدأ بعنوان "تأثير المحتوى غير المناسب على المراهقين". سن المراهقة له حدود ضبابية، حيث يتم تحديده في البلدان بناءً على اعتبارات كثيرة تحدث حسب الثقافات والمجتمعات. لكن غالبًا، المراهقة تبدأ من عمر 13 عامًا وتنتهي في عمر 21 عامًا، وأحيانًا حتى 25 عامًا. دعونا نتحدث عن العمر المتوسط لهذا المراهق ولماذا اخترنا تأثير هذا المحتوى غير المناسب على فترة المراهقة تحديدًا. فترة المراهقة ما يميزها أنها تكون في حالة بحث، فالمراهق يكون في حالة بحث عن هويته، بحث عن أفكار ومبادئ ومعتقدات لتحديد هويته وذاته. مثلاً، هو يبحث عن أفكار يتبناها، عن معتقدات يعتقدها، عن مبادئ يتمسك بها، وربما أديان يعتنقها في بعض الدول. له تأثير غير مرغوب لتعرضه الغير مشروط والمتمرد على كل أساليب الرقابة الأسرية والأبوي" والاجتماعية عن طريق جهاز الجوال، لأنه جهاز خاص. لا أنكر دور الوسائل الإعلامية الأخرى، لأن أهم مؤثر هو المحتوى المقدم عن طريق الأجهزة الخلوية، لأنه جهاز خاص ومجرد من الرقابة. كما يتعرض المراهق إلى مشاهد غير لائقة، فمثلاً، هل يناسب الفتاة في في عمر 13 سنه ان تشاهد فيلما اباحيا او صورا مريبه ؟

، أو أن يسمع المراهق معظم الشتائم أو مشاهد تؤثر على الصحة النفسية لكافة هذه الفئات العمرية لدى المرهق.


عرض المشكلة


في الحقيقة، إنها مشكلة لا تواجه شعبًا واحدًا، إنما تواجه كافة الشعوب، لأن لكل دولة مبادئ وقوانين وأفكار تعادي الثوابت الوطنية لها. هناك أيضًا الأجهزة الخلوية التي يتسرب عن طريقها ما يعادي هذه الثوابت. نحن نبدأ من زاوية ضيقة من خلال تأثير خطورته على المراهق الذي يكون في مرحلة حساسة جدًا تمتد من 12 سنة إلى 18 بسبب الانفعالات والاضطرابات النفسية التي توجد عند المراهق في هذه الفترة، مثل الاكتئاب والتوتر والقلق. الكثير من الاضطرابات النفسية قد تتفاقم بسبب مشاهدة مقاطع الفيديو التي تعرض مشاهد العنف اللفظي والجسدي أو سماع الألفاظ البذيئة، مما يزيد من تدهور الصحة النفسية وتدهور السلامة النفسية للمراهق. يزيد ذلك من الاضطرابات التي يعاني منها في هذه المرحلة. أيضًا هناك أضرار أخلاقية،وعنصرية وأحيانًا مقاطع الفيديو التي تتسرب وفيها إيحاءات جنسية لا تناسب هذه الفترة. لدينا أيضًا أسباب اجتماعية، فالمراهق دائمًا في فترة البحث عن الهوية وما يراه مناسبًا ويقتنع به سوف يتبناه. وليس مثل البالغين الذين لديهم مبادئهم الثابتة، فالمراهق يريد أن يكون لديه شيء ثابت. فما بالك لو كانت هذه الأشياء الثابتة هي أمور يرفضها الدين والمجتمع والأخلاق الخاصة به. نجد أن لدى المراهق قابلية لتغيير دينه إن كان لديه الشكوك في عقائده الدينية. هناك محتويات كثيرة التي تشجع على اعتناق ديانات منحرفة مثل ع..ب..د..ة.. الشيطان وممارساتهم العنيفة. هناك أيضًا قوانين اجتماعية لا تناسب الأنظمة والقوانين الاجتماعية التي لدينا. لدينا أيضًا قواعد ومبادئ وعلاقات أسرية لا تتناسب معها الأشياء التي تعرض، وغرضها هو أن تتسرب إلى تلك الطبقات المحافظة. هل هناك قوانين تحمي ا لعلاقات بين أفراد الأسرة؟ هناك الكثير من الأشياء غير اللائقة التي من الممكن أن يشاهدها في هذه الفترة، والتي تؤثر على علاقته بأفراد أسرته، مثل التمرد على الأب، وعدم احترام الأم، والتقرب من الإخوة بشكل مريب. الأمر خطير جدًا، وأخطر من ذلك هو ذلك المستطيل الزجاجي الذي يمارس تمرده رغم كافة وسائل الرقابة الاجتماعية والأبوية والأسرية، باستثناء رقابة الله ثم الرقابة الذاتية.


أسباب المشكلة:


1- غياب الرقابة:


 كون هذه الوسائل التي يضطلع بها المراهق على الأمور التي نخشاها متاحة بشكل كامل، هذا بسبب غياب الرقابة الأسرية والرقابة الاجتماعية والرقابة السياسية على ما يشاهده المراهق. فيرتادون الكثير من منصات التواصل الاجتماعي، يتعرضون إلى الكثير من المشاهد والإيحاءات التي لا تناسب أعمارهم.


2- غياب الفكر النقدي:


 الفكر النقدي له أهمية في حياتنا، وتحدثنا كثيرًا عن أهمية تعليم الطفل للفكر النقدي لتخطي مثل هذه المراحل. فاليوم، المراهق الذي يفتقر إلى الفكر النقدي بإمكانه أن يصدق كل شيء يراه على الإنترنت من حقائق ومقاطع فيديو مزيفة. هناك انتشار الذكاء الاصطناعي الذي انتشر فيه الخداع والتضليل والتزييف بشكل رهيب، مما يجعلهم محطًا لهذا السيل من الأفكار والمعلومات الخطيرة التي تشكل خطرًا على تكوينهم النفسي والاجتماعي والأخلاقي.


3- صعوبة اقتحام الخصوصية:



 الرقابة الأبوية فعالة في الأسرة، لكنها في هذا المجال تحديدًا غائبة. المشكلة أنها غائبة، فيتعرض المراهق للكثير من المحتويات ويشاهد الكثير من الأشياء التي لا يرضى عنها أهله. هذا المراهق لا يخرج عن إرادة أبيه وأمه، ويتعرض للتأثير الذي كان يحميه منه الأب والأم في فترة طفولته قبل وصول هذا الشيطان المستطيل إلى يديه.


4 - صعوبة سمات المراهق:


تتميز فترة المراهقة بأن لديهم نزعة في الاستقلال، وأن لديهم فضول ورغبة في تجريب كل شيء، وذلك ليتحرروا من القيود التي توجد عليهم في حياتهم الواقعية. هذا يدفعهم إلى الوصول إلى أشياء حتى ولو كان على حساب أخلاقهم أو مبادئهم الأولية التي اكتسبوها في صغرهم، أو التعرض لأفكار مدسوسة مسمومة في محتوى يلائم رغباتهم التي يبحثون عنها بالأساس.


5- رفاق السوء:


الدور السيء للأصدقاء في هذا المجال، وذلك لأن الأصدقاء يقومون بالضغط على المراهق لمشاهدة أشياء جديدة أو تجريب أشياء غير ملائمة. سأصمت هنا......


6- اليوم،

 بالنادر ما تجد برنامجًا على التلفاز أو الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي، والمنصات الشهيرة مثل التليفزيون والتيك توك واليوتيوب، تؤثر كل التأثير على كافة الطبقات، وأكثرها حساسية، وهي المراهقة. تعتبهم علينا وعلى المجتمع الذي فعلًا ظلمهم في قلة هذه الفرامل التوعوية. لا نشاهد إلا الأشياء الهروب والمسلسلات السخيفة والمملة. وعندما نتحدث عن هذه الأمور، يقولون: تطور وانفتاح. وينسون أن الإنسان رقي وأخلاق وليس مشروع .


7- فضول المراهق:



 المراهق أيضًا لديه نزعة فضولية قوية جدًا. هذه النزعة الفضولية تجعله يريد التعرف على كل شيء جديد. هذه الرغبة تدفعه إلى رؤية كل شيء جديد حتى لو كانت أشياء تخالف جميع المعايير التي تربى عليها، مثل المحتوى الإباحي أو المحتوى العنيف، وأيضًا الشذوذ الجنسي.


8- أكياس البطاطا:


في عصرنا، تقوم كافه الشركات الرائده بالاستعانه بعلم النفس وذلك للترويج عن منتجاتها حيث نجد إمرأة جميلة مفاتن جسدها الممشوق بارزة ترتدي حقيبه مصنوعه من خيش اكياس البطاطا وثاني يوم تجد ان كل الفتياة يرتدين كيس البطاطا هذا


9- غياب وسائل الترفيه البديلة:



 لو تم انقطاع الكهرباء عن الحي، ستجد أن كل الناس في بيوتها سوف تسأل ماذا عن الإنترنت، عن الراوتر، عن البث الفضائي، للشبكة العنكبوتية. ما الذي يجعل الإنسان متعلقًا كل هذا التعلق بالإنترنت والوسائل الإعلامية والجهاز الخلوي؟ هو غياب وسائل الترفيه البديلة التي جعلت المراهق يتعرض للمحتوى السيء


10- الهروب من الضغوط:



مشاكل أسرية وأعباء اقتصادية واجتماعية، والكثير من التراكمات والضغوط التي تدفع المراهق للهروب من هذا الواقع المريض، فيرجع إلى التنفيس عن نفسه من خلال اللجوء إلى المحتوى الغير ملائم .


11-مقال كامل كتبنا عن أخطار الأنمي وتأثيره على الأطفال.

 انظر اليوم التأثير الكبير الذي يقوم به الأنمي على الإنسان وعلى المراهقين بشكل خاص، وزرع أفكار مغلوطة خاطئة منافية للمنطق والدين، كالحرب مع الآلهة، والتعرف على مخلوقات غريبة، والدخول إلى حياة جميلة بعد الانتحار. 


12- استنزاف الوقت والنقود:


 هذا الإنترنت وتلك الأجهزة الخلوية ثمنها نقود. أيضًا يقضي الإنسان أكثر من 80% من وقته بشكل عام على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا لا يستثنى منه المراهق، إذا حرق للنقود والوقت.


13- التحريض الجماعي:


 بعض المحتويات تروج لاستقلال الرأي والحرية والخروج عن المألوف، فتخرج الأمور عن السيطرة وتنتشر الفوضى. هذا من الآثار الجماعية السلبية التي يسقطها المحتوى الغير ملائم على المراهق.


14- التطبيع:

 وهو من أكثر القضايا أو الأفكار خطورة التي يتم ممارستها على منصات التواصل الاجتماعي. هم يعرفون في هذا المجتمع أنه يرفض ، مثلًا، تناول لحم الخنزير، يعرضون عليه أشخاص مشهورين يتناولون لحم الخنزير. أفلام أنمي تدعم الخنازير، يتحدثون عن فوائد لحم الخنزير. يتحدثون عن التطبيع، وهو عرض الموقف الذي ترفضه مرارًا وتكرارًا، إلى أن يتلاشى. ينخفض الرفض إلى الصفر بعد أن كان من الرفض 100% 


15 = المراهق دائمًا يحب تجريب ما هو جديد.

 هناك ثغرات في المحتوى. نعم، نقول يوجد رقابة على المحتوى الرقمي، لكن توجد هناك ثغرات أحيانًا تحصل بسبب بعض الناس الذين يمارسون مهن الهكر. تتسرب مقاطع فيديو من الدارك ويب التي تشجع وتروج للمخدرات، أو يشاهدون تناول المخدرات في الأفلام، وأنها تسبب النشوة والسعادة. هذا يدفع الفتى لتجريب المخدرات شمة كوكايين حقنة هوروين، ومن ثم الادمان.



حلول المشكلة:


1- التفكير النقدي:



 إن تجاهلت تعليم طفلك التفكير النقدي عندما كان صغيرًا، فستضطر إلى تعليم المراهق الفكر النقدي. الذي يجعل المراهق ذو ثقافة عالية، تسمح له بتمييز ما هو صحيح وما هو خاطئ، وما هو ملائم وما هو غير ملائم.


2- ربما برامج الرقابة الابوية:



 أيضًا، من الحلول المطروحة هي تشجيع الرقابة الأبوية على النشاط الرقمي للمراهق، وذلك دون اقتحام خصوصيته. أنا لست مع هذا الحل بشكل فعال، لأن كل برامج الرقابة لا تراعي خصوصية المراهق. ثانياً، المراهق سوف يكتشف ذلك أجلاً أم عاجلاً، وسوف يغضب غضبًا شديدًا من ذلك، وسوف يفقد الثقة ولن يمنح أحد الثقة مرة أخرى من أهله. إذا قمت ببناء جسور محبة وثقة بينك وبين طفلك، فلن يخفي عنك شيئًا.


3-الندوات التلفزيونيه التوعويه:



 قيام ندوات وبرامج إعلامية تربوية تعليمية تثقيفية. يجب أن أضع مواضيع، وخلفية ، وأفكار جذابة ومثيرة، وتقوم بجذب انتباه المراهق أكثر من المحتويات الغير ملائمة.




4- ممارسه هوايات وانشطة تغني الانترنت:


طبعًا ليس جميع المراهقين، لم نقل 90% منهم، لو مروا مرة واحدة على الأقل بتعرض لمحتوى غير ملائم. ربما بعضهم دون قصد أو بشكل عفوي، لكن الاستخدام المفرط للإنترنت له أيضًا سلبيات على المراهق. يجب تقليل صدى استخدام الأجهزة الذكية وتواصل اجتماعي، وتوسيع مجالات ممارسة الهوايات والرياضة التي يفضلها المراهق.


5- تأثير المعلم:



 لماذا يجب على المعلم أن يكون ذكيًا؟ لأن للمدرسة دور فعال في حل هذه المشكلة. المعلم هو الذي يكتشف من خلال الوقت الذي يقضيه مع التلاميذ، وملاحظته الدقيقة لسلوكهم ومواقفهم. يجب أن يخبر الموجهين النفسيين والاجتماعيين لتخصيص برامج دعم خاصة لتلك المجالات.


6- الحوار :


تحدثنا وسنتحدث عن الدور الحوار بين الأسرة والمراهق. إذا كانت هناك ثقة في البداية، فلن تكون هناك خيانات في النهاية.


7- الرياضة :



 فوائد الرياضة التي لا تحصى. أيضًا هناك جانب له فائدة كبيرة في المجال الرياضي، وهو تعزيز ثقة الشخص بنفسه. هذا المراهق عندما تزيد ثقته بنفسه، سوف يبتعد عن الممارسات السلبية.


8- تطوير القوانين الرقميه:


 لن نقول فرض، بل نقول تطوير لهذه القوانين الرقمية، لأنها موجودة بالفعل لكنها لا تحمي بشكل كامل المراهقين والأطفال أيضًا من التعرض للمحتويات الغير ملائمة.


9- الاستعانه ببرامج الذكاء الاصطناعي:




 أحيانًا المراهق هو الحد ذاته يستخدم الجوال ولا يريد التعرض إلى المحتوى الغير ملائم، فالاستعانة ببرامج الذكاء الاصطناعي التي تمنحه حماية تامة وحجب كامل لكل ما لا يرغب به أن يصل إلى بصره.


10- الدعم النفسي:


 تقديم دعم نفسي للمراهقين، بتخليصهم من الآثار السلبية التي تركتها بهم وسائل التواصل الاجتماعي، كالادمان على الإباحية، والجرائم والعنف.


11- رفع مستوى الوعي لدى جميع فئات المجتمع وخلاياه من الاسره الى المجتمع


 رفع مستوى الوعي لدى المجتمع ولدى الأسرة ولدى الأهل، وذلك في تعليم المهارات بشكل عام الحديثة التي تحمل انتشار المحتويات الضارة والغير ملائمة.


12- الاستفاده من الانترنت وترك سلبياته:


 الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ليست شيطانًا بثلاث ذيول، إنما فيها الكثير من الفوائد. لكن نحن نقول إن هناك محتوى غير ملائم للإنسان أن يطلع عليه، لذلك هناك الكثير من الناس الذين انغمسوا في الأخطاء المتعلقة بالمحتوى الرقمي، يحتاجون إلى التثقيف والتوعية والإرشاد.


الخاتمة


في النهاية، الشخص السيء لوحده، وإن قام بنشر شيء سيء، ليس من الضروري أن يتعرض له بقية الناس، وأن يصبحوا سيئين مثله. لكن نحن لا نريد من المراهق أن يصبح شخصًا سيئًا وليس حرًا بنفسه، لأنه هو الذي سيقود: "المجتمع الذي سأعيش فيه عندما أكون عجوزًا، هو الذي سيكون طبيبًا الذي سيعالجني، والذي سيكون الشعب الذي يساعدني في تعدية الشارع". سيكون المحامي الذي يدافع عن حقوقي. إذًا، ليس من حق المراهق أن يكون حرًا بنفسه في هذه الأمور الضارة. أيضًا، مسؤولية الحفاظ على المراهق من آثار المحتوى الضار والغير ملائم هي مسؤولية المجتمع كله، لأن المجتمع كله سوف يحصد ما زرع.

pedagogy7
pedagogy7
معلم مجاز في التربية وعلم النفس بالأضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب. العمل الحالي قي مجال التربية في ميونخ
تعليقات