إجابات الأهل على الأسئلة الجنسية المحرجة من قبل أطفالهم
أتذكر حينها ذلك اليوم، وكيف لي ألّا أتذكره حين كنت أركّب من قطع خشب مجسم لغلاندايزر، ووالدتي بجانبي تطرّز على القماش صورة وردة تقف عليها فراشة. ثم استيقظ سقراط داخلي، قلت لنفسي: لقد خلقنا الله كما أخبروني، لكن كيف أتيت؟ هل طرزتني أمي كما تطرز الفراشة؟
أعتقد حينها كنت في الخامسة من عمري، فسألتها: أمي، من أين أنا أتيت؟ فأجابتني من خلال خمسة بنود:
البند الأول = الإبهام
البند الثاني = السبابة
البند الثالث = الوسطى
البند الرابع = الخنصر
البند الخامس =البنصر
وقد رُسمت هذه البنود على خدي، جعلتني أرى الفراشة تطير.
عرض المشكلة:
ظهور هذه الأسئلة لدى الأطفال يكون في فترة ما بين 3 سنوات إلى 12 سنة، وذلك بسبب تعرضه لمواقف يلاحظ فيها الفرق بينه وبين الجنس الآخر من حيث الأعضاء، ومن حيث الصفات الخارجية ضمن الأسرة، ويخلق لديه فضول فطري. ليست المشكلة بحد ذاتها هي أن الطفل يطرح هذه الأسئلة على الأهل، إنما المشكلة هي أن الأهل يشعرون بالإحراج ولا يستطيعون الإجابة بشكل مدروس، أو أنهم لا يستطيعون الإجابة بشكل يتناسب مع أعمار الأطفال وإيصال الأفكار المناسبة لهم.
ثم تتشعب هذه المشكلة إلى عدة مشكلات، ومنها إلى لجوء الأطفال إلى مصادر غير موثوقة، لربما إلى الإنترنت أو الأصدقاء، فيأخذون مفاهيم خاطئة عن هذا الموضوع. فيجب عدم الغضب منهم أو توبيخهم حين يسألون، وإنما يجب علينا الأخذ بالموضوع بشكل إيجابي دون توبيخ.
أسباب المشكلة:
1 = الفضول الفطري الذي يتولد لدى الطفل في المرحلة العمرية (من 3 سنوات إلى 12 سنة):
في هذه المرحلة العمرية للطفل يكون لديه فضول الاكتشاف والتعرف على الأشياء التي يوجد فيها إشارات استفهام كثيرة. فمثلًا، هو يشاهد والدته وهي حامل وتعده بأخٍ صغير: من أين سيخرج أخي يا أمي؟ هنا يتعرض الأهل إلى إحراج في الجواب على هذه الأسئلة.
2 = الطفل ليس في علبة كرتون مغلقة:
إنما هو في بيئة مفتوحة، وهو ليس تحت الرقابة لمدة 24 ساعة. هذا يؤدي إلى تعرضه لمشاهد فيديو ولقطات في مسلسلات على شاشات التلفاز، وهذا أصبح من الأشياء المعتادة: امرأة تصرخ أثناء الولادة.
3 = عندما يغلب الإنسان العطش ولا يجد الماء العذب، فإنه قد يلجأ إلى أي مصدر مياه ملوث:
وكذلك عندما لا يكون هناك تواصل حميمي بين الطفل وأبويه عن هذا الموضوع، سيلجأ إلى وسائل غير موثوقة. مثلًا، قد يسأل زميله في المدرسة، فيقول له زميله بأنك تنزل داخل بطيخة من السماء!
4 = يزداد فضوله للتعرف على هذه المواضيع بسبب سماعه لألفاظ جنسية سوقية، ورؤية قطط تلد.
5 = عجز الأهالي عن الجواب على الأسئلة التي يوجهها الطفل إليهم بالنسبة لأعمارهم أو أجوبة تتناسب مع أعمارهم:
مثلًا، لو سأل عن معنى كلمة زواج وما شابه، فسيتعرضون للإحراج والتوتر، وربما يردون بالتوبيخ وتغيير الموضوع حتى تبقى لديه التساؤلات يتيمة الأجوبة.
6 = مشاهدة الفروق بين الأعضاء التناسلية ضمن الأسرة:
فربما يشعر بالقلق: هل فقدها في مكان ما؟ أو على العكس، ما هذا الشيء؟
7 = غياب الوعي الكافي في التعامل مع هكذا أسئلة.
8 = عدم التسلسل في الأجوبة بما يتناسب مع عمر الطفل.
9 = الأطفال ليسوا أغبياء:
فهم يلاحظون نوم الأب والأم في نفس الغرفة دائمًا.
10 = يلاحظ الطفل عدم إنجاب أخوات أمه، مدركًا سبب ذلك.
حلول المشكلة:
1 = الهدوء والاتزان الانفعالي:
عند تلقينا أسئلة من الطفل نجيبه بما يناسب عمره دون ارتباك أو إحراج، وذلك لعدم جعله يشعر بالريبة أو أن هناك شيئًا ما ليس على ما يرام.
2 = تجنب الأجوبة على الأسئلة الجنسية الموجهة من الطفل بنوع لا يمكن تطويره أو بناء عليه أجوبة صحيحة فيما بعد:
مثلًا، في حال الإجابة بأن الأم تحمل بذرة في رأسها، هنا لا يمكن تطوير هذه الإجابة مع تقدم الطفل في العمر إلى إجابات صحيحة تكون نفسها قابلة للتحديث بما يتناسب مع تقدم المستوى.
3 = التسلسل في الإجابات:
وذلك لكي تتناسب الأجوبة بشكل طردي مع تقدم الطفل في العمر، بالنسبة لوضوحها وقربها من الحقيقة.
4 = خلق بيئة مريحة آمنة بين الأب والأم والطفل:
في هذه الحالة لن يلجأ الطفل في هذه المرحلة إلى مصادر غير موثوقة لإشباع فضوله، حتى ولو كان لديه سؤال لا يمكن الإجابة عليه بسبب صغر سنه. يا بني، سؤالك جميل وذكي، ولكن هل تمهلني وقتًا تسمح لي بأن أبحث عن جواب لسؤالك؟
5 = احترام عقل الطفل:
مثلًا، في مراحل الطفولة المتأخرة تقريبًا في عمر 12، لا يمكن أن نقول له بأن هناك مركبة فضائية تأتي وتجلب لدينا أطفالًا!
6 = التمييز بين الأسئلة الطبيعية والأسئلة التي قد تشير إلى موضوع خطير:
مثلًا، إذا كان يسأل: كيف يا أمي تستطيعين أن تنجبي لنا طفلًا أو أخًا؟ هنا من الواضح أنه يريد إشباع فضوله. أما إذا كان يسأل: يا أمي، لماذا بعض الأشخاص يريدون الاقتراب مني ووضع أيديهم على الأماكن الحساسة لدي؟ فهذا يشير إلى تحرش جنسي أو حدث مزعج قد صار معه.
7 = ارتجال الأجوبة على الأسئلة المفاجئة التي يطرحها طفل على الأهل بالنسبة للأمور الجنسية:
وذلك بهدف عدم الارتباك.
بعض الأجوبة للأسئلة المحرجة التي من الممكن أن يتعرض لها الأبوين بشكل عام:
1- نهاية العام الثاني وبداية العام الثالث:
:من أين أتيت أنا أمي؟
:من الجنة.
2-العام الرابع والخامس والسادس
:من أين حصلتي علي أمي؟
:كنت بذرة وزرعتك في بطني، إلى أن نضجت استخرجناك من بطني.
3- العام السابع والثامن والتاسع
:كيف قمتي بولادتي أمي؟
:لقد كنت قطعة صغيرة من اللحم في بطني، ثم الله دب بك الروح فكبرت، ثم استخرجناك بعمل جراحي.
4- العام العاشر والحادي عشر والثاني عشر
:أمي، كيف حملتي بأخي، وكيف ستلدينه، وما دخل والدي بنا؟
:إذا أحب الرجل المرأة، وسادت عواطف المودة والمحبة بين الأب والأم، وتقاسموا نفس السرير، يأتي والدك ويقبلني من جبيني، فيهدينا الله مضغة في بيت داخل جوفي لتعيشون فيه 9 أشهر، ثم يستخرجكم الطبيب بعمل جراحي.
الأسئلة الجنسية تساهم في بناء جسر الثقة بين الأهل وأطفالهم في المستقبل عندما يصبحون شبابًا. نتيجة لذلك، سوف يكون هناك جو من الثقة والطمأنينة والأمان والشفافية، نتيجة لصدق الأهل منذ بداية سير القطار الذي يحمل كافة المراحل العمرية التي يمر بها الطفل من الطفولة المبكرة إلى الشباب. السكة معهم بالصدق، بل فرص ذهبية لبناء جسور الثقة والوعي منذ الصغر. كلما تصرف الأهل بحكمة وهدوء.
نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.