مشكلة الصمت عند المراهق،أسبابها ،وحلولها
المقدمة :
سجن الصمت مؤلمٌ جدًّا... ذاك الفراغ الخالي من الأبجدية... يقبع فيه المراهق... من خلف قضبان سجنه مع جثث كلماته. يخبرك دون حروف بأنه يتألم...
المراهقة تعتبر محطةً حافلةً بالتغييرات النفسية والجسدية والعقلية والفكرية، وهي مهمةٌ جدًّا لأنها تكون منبعًا للأفكار والإبداع وتأسيس شخصية الإنسان من كافة الجوانب التي سيبني عليها باقي شبابه وحياته. وبسبب تلك التغييرات الهرمونية، تتغير لديه النظرة نحو العالم بشكل مفاجئ. من المراهقين من يبحث عن أمور تهمه، كان يعبر عن مشاعره، أن يريد مكانًا قياديًّا، أن يبدع في مجالٍ من مجالات الحياة، أن يكون له هدفٌ محددٌ. ... ومنهم من يصمت...
الصمت هو امتناعٌ عن الكلام بدون أسبابٍ واضحةٍ؛ أي أن لا توجد مبرراتٌ عضويةٌ أو مرضيةٌ للصمت لدى المراهق.
ماهي المشكلة ؟
كان الأهالي يعتبرون أن السلوكيات الغريبة الجديدة لأطفالهم تسبب لهم المشاكل، هي مشاكلهم الذي يتعاملون معها باستراتيجيات معروفة.
تلك الفتاة التي تمردت على والدتها في بداية مراهقتها، وأخيها الأكبر الذي أراد الارتباط والزواج وهو في عمر 14 سنةً...... لكن جاء هذا المراهق بزيٍّ مختلفٍ تمامًا، قلب الأمور رأسًا على عقب.. لذلك يشعرون حيال هذه المشكلة أنها أكثر الظواهر تسببًا للرعب لهم. تعرفون بأن الأهالي يفكرون بشيءٍ مبالغٍ فيه من الريبة والخوف والحذر. لو أخذنا الأمور على أسسٍ علميةٍ نفسيةٍ تربويةٍ، نجد أن هناك مبرراتٍ كثيرةٍ لكي يلجأ ولدهم المراهق إلى الصمت.
المعلم: ذاك الطالب المجتهد كان أول من يرفع يده ليجيب عن الأسئلة، اليوم هو صامت.
والدته تسأله: "ما بك يا بني؟" وهو صامتٌ ممتنعٌ عن الكلام.
نعود نحن ونفسح مكانًا لقلمنا... من بين السطور تولد لدى المراهق حاجةٌ لكي يثبت هويته ويرسم حدود مساحته الشخصية. فهل يكون –يا ترى– هذا التصرف نابعًا عن حبه لإغلاق عالمه الخاص؟
أهله يفكرون أفكارًا أخرى... لكن ما زال لدينا الكثير من العوامل التي تسبب حالة الصمت المخيف لدى المراهق. هذا الصمت قد يكون عنادًا أو سلوكًا عدوانيًّا تكتيكيًّا ذكيًّا جدًّا. كيف ذلك؟ هو يعلم بأن والده أو والدته أو إخوته الكبار سوف يشعرون بالقلق اتجاه هذا الصمت المريب. "ما بك يا بني؟ أخبرنا! هل هددك أحد؟ هل يؤلمك شيء؟ اذهب معنا إلى الطبيب!" لا يقاوم، يذهب، يفحصه الطبيب فلا يوجد أي خللٍ عضويٍّ في جسده. ننتقل من هذه القلعة الخاصة التي توقعنا بأنه يميل إلى التفرد بها إلى أساليب أكثر تأثيرًا بمن حوله، وذلك لكي يحمي مساحته إلى نقطةٍ أخرى. ربما هذا الصمت يكون عبارةً عن عدم الرغبة بالإفصاح عن مشاكل يعاني منها. نأتي نحن إلى النية الحسنة: كيف يعلم بأنه –مثلًا– تعرَّض لموقف محرج أو تعرَّض إلى التنمر والضرب أو أن لديه مشكلةً نفسيةً لا يحب الحديث عنها، ويعلم بأن والديه لن يفيدوه بشيء؟ الآن... يخافون من هذا الصمت المرعب بأن ينتهي نهايةً وخيمةً. "بماذا تفكر؟ ما بك؟ ماذا تحب أن نحضر لك؟ هل تحتاج المال؟ هل نشتري لك كذا؟ هل نشتري لك كذا؟" لكنه لا يجيب ويزداد توترهم وخوفًا. هنا، الآن، نحن بدأ ينتا بنا القلق، حيَّال الموضوع؛ لأن الصمت إذا تعدى فترةً زمنيةً أكثر من المتوقعة، أدى ذلك لتحوله إلى عادةٍ مستمرةٍ. وغالبًا ما يفكر به الأهل بأن هذا الصمت هو اليأس الذي يسبق الانطفاء، فتجدهم يبعدون عنه كلما يمكن أن يؤذي به نفسه. لنوضح الأمور: هم يتوقعون بأن ابنهم المراهق معتمدٌ على الانتحار. نحن ننحي هذا السبب ونحاول تسليط الضوء إلى أمورٍ أعمق وأكثر تشاركيةٍ بينه وبين أهله؛ لأنه لوحده صامتٌ. لاحظنا تراجعه في مواضيع دراسية، فلا نعتقد بأن صمته مزاج . لاحظنا أنه لم يأخذ بعين الاعتبار خوف أهله عليه، لكنه لم يقف عن الصمت. الصمت هنا شيءٌ مخيفٌ أرعب الأهل أكثر من ألف صوتٍ وصوتٍ. نأتي نحن إلى الزاوية الأخير: ماذا يفعل في المنزل؟ هل يتصفح مواقع إلكترونية؟ هل لديه أصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي؟ كيف كان طبعه قبل أن يكون على هذه الهيئة الصامتة؟ يفاجئوننا بأنه كان ثرثارًا نشيطًا مفعمًا بالحيوية والنشاط. كما والده يعطيه المال ويقول له: "انصرف واشترِ المثلجات لكي يرتاح رأسي من كثرة كلامه". هنا نحن أيضًا بدأنا نحيد أسبابًا لكي لا نخلط بين الوهم والحقيقة، لكي لا نتشتت أكثر. استبعدنا الكثير من الأسباب، نحاول طمأنة الأهل بأن السلوك السابق للانتحار لا يكون بهذه الحالة؛ حيث إن المراهق الذي يعتمد بقناعةٍ شخصيةٍ مطلقةٍ بالانتحار يتظاهر بأنه بحالٍ جيدةٍ إلى أن تحين فرصته فينتحر .
ابنكم المراهق، رغم أن الصمت الذي ظهر عليه، إلا أنه سبب لنا ولأهله ضجيجًا كبيرًا. إذا يجب في هذه الحالة أن يتشارك الأهل مع الاخصائي النفسي للوصول إلى الأسباب. فالمشكلة أما المراهق عندما يصمت ويصمت بعنادٍ لا يتكلم مرةً أو مرتين أو ثلاثًا، حتى معلمه لا يرد عليه، لا ينطق أبدًا، حتى أنهم شكوا بعدم قدرته على الكلام. لكن الفحوصات الطبية قالت: "لا يوجد لديه مشكلة في الجهاز". "يا بني تحدث! يا بني أين ضحكتك؟ يا بني أين صوتك؟ يا بني صداعي اشتاق لك! أريد أن أسمع همساتك، ضجيجك، وصياحك وأنت تضرب إخوتك وتشد شعرك وتأخذ مقتنياتك وتطلب من والدتك ثمن درجةٍ جديدةٍ. أين كلها؟ أين كلها؟" إذا الصمت في مرحلة المراهقة قد تكون لديه أسبابٌ علميةٌ على أسسٍ تربويةٍ اجتماعيةٍ نفسيةٍ نقوم بتحليلها لكي نلجأ في الأخير إلى حل هذا اللغز وإيجاد الشفرة التي تفتح هذا الصندوق.
أسباب الصمت عند المراهق:
1- يتخذ الصمت درعًا يحميه من النقد:
يخاف من أن يتحدث أو ينطق بحرفٍ واحدٍ فينتقده أحدٌ. نعم إلى هذه الدرجة! المراهقة يكون المراهق ذو حساسيةٍ شديدةٍ جدًّا، يستجيب لأي محفزٍ. لربما تعرَّض لموقف سبب له جرحًا نفسيًّا، أو تعرُّضه لموقفٍ محرجٍ كقول كلمةٍ في الخطأ أو تسرب معلومةٍ من المنزل محرجةٍ عنه للصف عن طريق أقاربه، فتعرض للسخرية. فهنا أكثر ما يجعله يشعر بالأمان درع الصمت.
2- انهيار وتد الثقة بالنفس:
المراهق عندما يتعرض لموقفٍ يظهر لنفسه ولمن حوله أنه ضعيف الشخصية، لا يستحق الاهتمام ولا يصدر عنه إلا الخطأ ، فإنه يلجأ أيضًا إلى الصمت.
3- حصن الصمت:
الصمت يعتبر من وسائل الدفاع النفسية، لكننا لا نريده أن يستمر في اتخاذ الصمت ردَّ فعلٍ لجميع التصرفات بشكلٍ مستمرٍ؛ لكي لا يتحول الصمت المؤقت إلى صمتٍ قهريٍّ ثم اكتئابٍ.
4- سنصدم الأهل بهذا السبب وهو هم:
المشاكل الأسرية هي التي تدفع المراهق إلى الصمت. قد يشاهد أشياء تحدث أمامه: عراكٌ، جدالٌ، جوٌّ دائمًا مشحونٌ بالتوتر، وكلما أراد أن يدخل فوجئ بالشتم والضرب والإقصاء، فيلجأ إلى الصمت.
هذا السبب لن يقتنع الأهل به بسهولةٍ؛ لأن هذه الظروف موجودةٌ منذ زمنٍ ولم يكن يتخذ ردات فعلٍ كالصمت. بأنه أصبح ليستجيب بشكلٍ مبالغٍ به للعوامل الأسرية السلبية بعد أن دخل في سن المراهقة، وهم ما زالوا يبعدون عنه الأدوات الحادة لكي لا ينتحر.
5- الخجل الاجتماعي:
إلى الآن لم نسمع صوت الأب! يبدو أنه خجولٌ، ويبدو أن ولده المراهق اكتسب بعضًا من هذه الجينات.
كان اجتماعيًّا يخرج ويدخل ويتحدث إلى هنا وهناك، لكن بعد أن دخل سن المراهقة لا يتقبلون استجابةً وحساسيته لأشياء يعتبرونها أمورًا عاديةً؛ لأنهم ينظرون إلى الأشياء من منظورهم هم، وليس من منظوره كمراهقٍ.
6- الخوف من العقاب:
ربما عندما كان طفلاً كان يتعرض للعنف والعقاب كلما أخطأ. ربما كان يتعرض إلى العقاب من معلميه، من والدته، من مدير المدرسة عنده. فتفعل لديه وسيلة دفاعٍ نفسيةٍ تجعله يشعر بالأمان أن لا سلوكًا بادرًا منه فلا عقابٌ.
7- الصدام بين المشاعر والأبجدية:
وذلك بسبب بلوغه العاطفي وعدم بلوغه الفكري، فلا يجد كلماتٍ تعبر عن المشاعر المعقدة التي في داخله لكي يفصح للأهل وللأقران والأصدقاء عما يشعر به، عن مخاوفه، طموحه، مشاكله، ومشاعر كثيرةٍ جديدةٍ على رصيده اللغوي ليتخلص من الضغط الناتج عن الكبت، فإما يحاول ويفشل أو يصمت. فالعواطف والمشاعر لا تنتظره حتى يبلغ لغويًّا.
8- التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي:
تجعل هذا المراهق يفضل عالمه الافتراضي وينعزل نفسيًّا عن واقعه، رافضًا لحياته متعلقًا بواقعه الافتراضي. وكردة فعلٍ طبيعيةٍ لهذا الشرخ، يلجأ إلى الصمت.
9- الأمراض النفسية:
الذي يصاب بالقلق وبالاكتئاب يلجأ إلى الصمت؛ لأن الحديث يتعبه، لأنه يشعر دائمًا بتوترٍ وقلقٍ ومزاجٍ منخفضٍ.
10- تراكم الضغوط لديه باللاوعي:
يشعر دائمًا بالتوتر وشعورٍ غير لطيفٍ ينتابه، وذلك بسبب تراكم الضغوط لديه في العقل الباطن (المشاعر السلبية التي قد كبتها في مراحل عمره السابقة) وهو لا يعي الأسباب. سيحصل الالتباس نتيجة تزامن ظهور فقاعات اللاوعي على شكل توترٍ وقلقٍ... مع دخول سن المراهقة المعروفة بالاضطرابات النفسية المتعددة.
11- الضغوط الدراسية:
في سن المراهقة تكون لها تبعاتٌ نفسيةٌ شديدةٌ على المراهق؛ لأنه يواجه اثنين من المشاعر: خوفه من الفشل الدراسي، وتلك الحاجات الذي لا يفهم ما هي وماذا تريد منه، وأهله الذي لا يعرفون أساسًا بأن ابنهم دخل سن المراهقة. فيلجأ إلى الصمت كمهربٍ مؤقتٍ.
12- التنمر:
أيضًا قد تدفع المراهق إلى الصمت؛ فلا يستطيع أن يرد عنه الأذى، ولا يجرؤ أن يخبر أهله بسبب تهديد المتنمرين.
13- افتقاره لمهارات التواصل الاجتماعي:
فجأة وجد نفسه في مجتمعٍ ينتظر منه الرد وانتقاء الكلمات بشكلٍ مدروسٍ والإصغاء والاستجابة بشكلٍ رزينٍ ومرتبٍ. حينها لجأ إلى الصمت كما هرب من المواقف المحرجة التي قد يقع بها بسبب عدم قدرته على مجاراة أعراف الحديث والتواصل الاجتماعي.
انتهينا من ذكر أسباب المشكلة، وتجاهلنا الكثير من الأسباب التي خمنوها الأهل كالرغبة في الانتحار أو أنهم لم يشتروا له سكوترًا منذ سنتين....
ليس إنكارًا لدور الأهل في التعرف على أسباب المشاكل التي تواجه ابنهم، لكن المشكلة لديهم أنهم لا يتحلون بالموضوعية وعدم التحيز، ولا يتقبلون التغيير القوي بسبب دخوله لسن المراهق، وأغلب آرائهم تعتمد على العاطفة.
حلول المشكلة:
1- تعلم استراتيجيات مواجهة النقد والاستفادة منه بدل الخوف منه:
وذلك بذكر أهمية النقد في حياة الإنسان التي قد يجعله ينتبه إلى الثغرات ويرممها. فقد يكون النقد سببًا من أسباب نجاحه في حياته. وحتى النقد السلبي ممكن التعامل معه والنظر إلى الجانب المفيد منه وتجاهل ما يؤذي فيه.
2- إعادة بناء وتد الثقة لديه:
نعلمه كيف يكون شخصيةً قويةً. نمدح كل تصرفٍ أو إنجازٍ يقوم به. نضعه في مواقف يتوجب عليه التصرف، تحمل المسؤولية، وخوضه بالنشاطات اللاصفية والأعمال الجماعية التطوعية، وتعليمه مهارةٍ يتميز بها عن غيره، وكل ما يدفعه إلى الشعور بأنه ذو شخصيةٍ قويةٍ لا تلجأ للصمت.
3- تعليمه وسائل دفاع نفسية إيجابية:
الصمت وسيلة دفاعٍ سلبيةٍ ولا يجوز أن يتخذها وسيلةً واحدةً لجميع المواقف. فلكل موقفٍ وسيلة دفاعٍ نفسيةٍ إيجابيةٍ خاصةٍ بنوع الموقف.
4- تفعيل دور الأسرة أو عكسه:
فعلينا هنا أن نفتح كل تلك السراديب المغلقة لكي نفعل حلول هذه الأسرة المعقدة من كسر حواجز الصمت وإزالة القوانين القمعية وفتح مجال الحوار، ونجعله يعبر عن مشاعره، والكف عن توبيخه أو إيذائه جسديًّا أو عاطفيًّا أو حتى إيقاف الشجار في المنزل المستمر.
5- تسليحه بمهارات تواصل تمهيدية:
تواصل لفظي وغير لفظي كالتواصل البصري ولغة الإشارة والجسد وتعابير الوجه المختلفة التي يتعلمها بشكلٍ عفويٍّ من خلال تفعيل المناقشة والحوار وتبادل الآراء في الأسرة. وذلك ليتمكن من الدخول في جماعات الأقران ومشاركته في نشاطات لتعليم مهارات التواصل وتفسير ملامح الوجه ولغة الجسد ولحن الكلام، ليتعلم إدارة النقاش والإقناع وإثبات الحجة والدفاع عن نفسه والانخراط في العالم الذي يتعلم منه بدلًا من الهروب إلى سجن الصمت.
6- الحد من التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي:
وذلك من خلال وضع برنامجٍ ينظم استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، وتسليحه بالتفكير النقدي والموازنة بين العالم الحقيقي والافتراضي،وحمايته من المحتوى غير الأخلاقي.
7- إيجاد قدوةٍ حسنةٍ يقتدي بها:
حتى ولو كان الأب ضعيف الشخصية صامتًا أكثر الوقت، فعليه أن يتظاهر بالقوة والتواصل الإيجابي. ألا يكفي أنه أورثه جين الصمت؟
8- التقارب بين سقف التوقعات وقدراته:
تشجيعه دائمًا على تحسين تحصيله العلمي وحثه على الأفضل من خلال تقديم وعودٍ له ورفع معنوياته، وعدم رفع سقف التوقعات منه لكي لا يشعر باللاجدوى من إرضاء الأهل فيصاب بالإحباط ثم الصمت. وهذا لا يعني أنه ليس من مستوى توقعاتك، لكن لمجرد ذكرها قد يجعله يشعر بالضغط. فدائمًا الطالب المراهق يميل إلى تحقيق مستوياتٍ تفاجئ الأهل، لكن إن ذكرت له سقف هذه المستويات (مثلًا الطب)، فلن يجد أعلى من هذا المستوى ليطمح لمفاجأتك.
شجعه وأخبره أنك فخورٌ به مع تأمين جو الدراسة، وهو سيسعى غالبًا إلى مفاجأتك بتحصيل أعلى مستوى.
9- فك قضبان السجن اللغوي عن مشاعره:
من خلال تنمية مفرداته وتفكيره الإبداعي و تشجيعه على قراءة الكتب والروايات والقصص القصيرة، وخوض النقاش وتبادل الآراء بينك وبينه، وتخييره بالمفردات القريبة من المشاعر التي في داخله. مع الأيام سوف يتعلم المفردات وسوف يغني الرصيد لديه، فيتمكن من التعبير من خلاله عن مشاعره وكل ما يدور في خاطره ولمجرد أن يعبر المراهق عمَّا في داخله لأحدٍ من أفراد أسرته أو المقربين منه، سيشعر بالراحة والطمأنينة والأمان.
10- العلاج النفسي:
الذي يخوض معه بنقاشاتٍ وحواراتٍ واختباراتٍ نفسيةٍ يتمكن من الوصول إلى الأسباب التي تدفعه إلى الصمت التي ربما قد تكون أسبابًا دفينةً في اللاوعي نتيجة ما تلقاه من صدماتٍ قاسيةٍ تركت أثرًا نفسيًّا في اللا شعور لديه، وظهرت على شكل قلقٍ وتوترٍ كلما حاول الخروج عن الصمت (مثلًا: كان يتعرض للضرب في طفولته كلما أصدر صوتًا).
لا يتذكر هو السبب والموقف لكن عقله النفسي مازال يتذكر المشاعر الناتجة عن الموقف.
أو أسبابٌ واعيةٌ في حاضره كالتنمر.
ووضع خطةٍ للعلاج استنادًا على النتائج التي توصل إليها بالتعاون مع الأهل.
11- الطب النفسي:
ونلجأ له في الحالات الحرجة التي لا تستجيب للوسائل السابقة، فيصف له أدويةً نفسيةً مؤقتةً كمضادات الاكتئاب والقلق والتوتر... الذي يدفعه للصمت، بالتزامن مع العلاج السلوكي والدعم النفسي.
خامساً: الخاتمة
الاضطرابات والمشاكل النفسية التي تطرأ على الإنسان في مرحلة المراهقة تكون ضبابية الحدود، متداخلةٌ لا تعترف بأسبابها وتحاول دائمًا تضليلك. فعلينا دائمًا أن نميز بين الصمت المرضي وبين صمت الثقة والاكتفاء؛ فإن الإنسان قد يكون بطبعه هادئًا، هو لا يلجأ إلى الصمت إنما يصمت في حال عدم وجود حاجةٍ للكلام. لكن عندما يوجد محفزٌ فتجده يتحدث بكل طلاقةٍ مستخدمًا كافة مهارات التواصل، يبدو عليه الثقة وقوة الشخصية. فهنا عندما يصمت، هذا يعتبر من صفات شخصيته الهادئة. لكن المراهق الذي يلجأ إلى الصمت كمهربٍ من المشاكل التي تواجهه، فهذا لا يعتبر صفةً إنما عرضٌ من أعراض المشاكل النفسية التي تسبب له الضغوط والتوتر، ويلجأ إلى آفة الصمت النفسية كمهربٍ.
أيضًا لا يجب أن نبالغ في تشخيص المشكلة أو إعطائها أكثر من حجمها..

نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.