تحديد الأهداف لدى المراهقين،المشكلة ،أسبابها،والحل
المقدمة
أتذكر الدكتور النفسي عمر التنجي، رحمه الله، الذي درست على يديه في الأكاديمية. سألته مرة: "أشعر دائمًا بفقدان الشغف، ومزاجي منخفض، ولا أشعر بدافع للحياة". فأخبرني: "يا بُني، هذا الوضع عام على جميع الناس". حينها، كانت بداية الحرب في سوريا. قال لي: "مارس الرياضة، وتجنب الأدوية النفسية، وضع هدفًا واقعيًا لحياتك".
هل تعلم أن وجودك الآن هنا وقراءتك لهذا المقال، سواء كان ذلك لأجل ابنك المراهق أو ابنتك المراهقة، واتخاذك قرار الاطلاع وزيادة ثقافتك، كل هذا يساعد طفلك في تكوين مهارة ما؟ هذا يعود إلى شخصيتك وحدود وجودك وأفكارك التي تكونت في مرحلة المراهقة حين كنت مراهقًا. لذلك، لا يمكن أن ننكر أهمية فترة المراهقة.
عد بالذكريات إلى الماضي، إلى تلك الفترة، وتذكر المواقف، والأفكار التي كنت تفكر بها، والمهارات التي اكتسبتها. مجرى حياتك الذي تعيش فيه الآن، كله كان مبنيًا على أسس نتجت عنك في تلك المرحلة. ومرحلة المراهقة مهمة جدًا، ليس فقط لأن الإنسان نضج بيولوجيًا وأصبح قادرًا على التكاثر، إنما هناك مجالات عديدة تشهد تغييرات جذرية. إنها مرحلة انتقال من فترة الطفولة إلى البلوغ والشباب. فترة المراهقة هي فترة رمادية تفصل ما بين عالمين؛ هي بداية عالم حددته ميولك واتجاهاتك في فترة المراهقة.
فالتغيير الهرموني له أثر على ميول المراهق واعتقاداته وقناعاته، وعلى حدود شخصيته، والألوان التي يرسم فيها هويته الشخصية، والقرارات التي يتخذها، والمهارات التي يمارسها، والمستوى التعليمي الذي يقرر أن يكون عليه. هذا تفكير مبالغ فيه، لكنه مبرر لأهمية هذه المرحلة.
من أهم المهارات الضرورية للمراهق: مهارة اتخاذ القرار وحل المشكلات وتخطي الفشل، واستراتيجيات عديدة لمواجهة الكثير من المشاكل التي تواجهه، ألا وهي مهارة تكوين الأهداف. لأن كل المهارات التي يتعلمها سيستفيد منها في تكوين واتخاذ الأهداف التي يضعها نصب عينيه.
لو قمنا بتحليل كلمات تعريف الأهداف، لرأينا القدر الكبير من المهارات التي يحتاجها أو يستخدمها أو يطورها أو تتطور عن طريق تكوين الأهداف. إذاً، تكوين الأهداف هو عملية معرفية تتضمن:
- التفكير المسبق في الأشياء والنتائج التي يرغب في الوصول إليها.
- وضع خطط لتحقيقها.
-المثابرة على تنفيذ تلك الخطط.
- إحساسه بالمسؤولية.
- لجوءه إلى التخطيط لتحقيق الهدف.
-تطوير المهارات، كمهارة حل المشكلات، ومهارة التفكير النقدي، ومهارات التواصل الاجتماعي.
إنها ترسانة من المهارات يستخدمها لكي يتمكن من تحديد هدف واقعي.
المشكلة
أقسم لكم أنها مشكلة!
فحين ينتقل الإنسان من فترة الطفولة، ذات الأهداف البسيطة، وقصيرة المدى، والموجهة من قبل الأهل، والتي ترتبط بحصوله على الغذاء والحماية واللعب؛ فجأة ودون مقدمات يجد نفسه قد دخل تلك الفترة المصيرية من حياته. وكما ذكرنا سابقًا، إن فترة المراهقة يدخلها المراهق وبيده ورقة ممتلئة بالبنود والمهارات التي عليه القيام بها وتعلمها. فنجده حافلًا بالفكر، محتارًا، كثير الشرود. الشعور الذي وجده في داخله جاءه دون تمهيد أو إشعار. الكثير الكثير من المهارات التي تحدثنا عنها وسوف أتحدث عنها إن شاء الله كلها مطلوب من المراهق أن يحققها. وطاقته المعنوية ودافعه وشغفه للحياة مرتبط بهدف. هذا الهدف يحتاج إلى مهارة لتكوينه، وليس مجرد كلمة تقال.
فمشكلة تكوين الهدف، أو أن يختار المراهق هدفًا يسعى للوصول إليه، تعتبر من المشاكل الشائعة بين المراهقين الذين يواجهون صعوبة في تحديد أهدافهم، البسيطة منها والقريبة والبعيدة دائمًا. ربما نجده يمارس أنشطة ويتعلم أشياء هي في الواقع طريق لتحقيق هدف ما، يقوم بهذا البرنامج أو النشاط بدافع عشوائي منه، دون أن يفكر بأن هناك هدفًا في نهاية تعلم هذه المهارة، أو أن هناك مغزى من نشاطه في هذا المجال أو الطريق الذي يسير عليه. هذا بدافع من دوافع فترة المراهقة التي تطلب منه أن يحدد هويته الشخصية، ويثبت ذاته، ويميز نفسه بصفات. يشعر بأن هناك أمورًا عليه أن يتعلمها ويتعلم منها، وأفكارًا يريد أن يحققها، إلى أن نصل إلى مهارة تكوين الهدف.
لكن بمجرد مواجهة هذا المراهق لصعوبات في اختيار أو تحديد هدف له في حياته، هنا أصبحت مشكلة نسميها مشكلة تكوين الهدف. كلما فكر وحاول أن يكون هدفًا لنفسه، نجده يقع في أخطاء نتيجة لعدم امتلاكه مهارة تكوين الأهداف. مثلاً، ربما تكون أهدافه سخيفة، قد يكون هدفه تخطي مرحلة من مراحل لعبة على الجوال، أو أن يشتري لباسًا جديدًا، أو أن يحصل على تسريحة شعر مميزة.
ربما يختار أهدافًا ضبابية الملامح، غير واضحة، لا تمكنه من أن يختار طريقًا محددًا للوصول إليها، غامضة وطرقها متشعّبة، "لياليها لا قمر لها". أيضًا من الأخطاء التي يقع فيها المراهق أن يختار أهدافًا غير واقعية. فكلما فكر بقدراته أو الطرق التي سوف يحقق بها هذا الهدف في المستقبل، يجد هناك فرقًا شاسعًا بين قدرته على تحقيقه وبين هذا الهدف والمستوى المطلوب، أو أن يختار أهدافًا غير واقعية، صعبة جدًا، غير ممكن تحقيقها، كأن يكتشف كائنًا فضائيًا أو أن يجد كوكبًا فيه حياة.
بينما من لا يملك مشكلة هذا الشاب أو الفتاة الذين يعيشون حياتهم دون أهداف، بلا أهداف ولا طرق محددة ولا نية في تحقيق شيء مستقبلي، قريب أم بعيد. يعيشون حياتهم بشكل عشوائي دون دافع، فيفقدون الشغف، ويشعرون بالملل، ولا يعرفون ما مغزى وجودهم أساسًا ولماذا يعيشون. هذه الحيرة وهذه اللامبالاة كلها نتيجة لنقص مهارة تكوين الأهداف لديه، أو عدم وجودها، أو ممارستها بشكل خاطئ.
هذا الضياع وتلك الحياة المتلاشية الحدود الواضحة والطرق التي لا تمتلك لافتات طريق، تسبب له تدنيًا في تحصيله العلمي، وتدنيًا في علاقاته الاجتماعية والأسرية، وتدنيًا في ممارسته لهواياته أو تعلم مهارات جديدة، التي يرى أساسًا أنها لا حاجة لها، لأنه لا يملك شيئًا يريد أو يرغب في تحقيقه، كل شيء محقق لديه.
ينبع من داخل الإنسان المراهق في هذه الفترة التي تكون ما بين 12 و 18 سنة، رغبة في أن يكون شيئًا ما، وأن هناك حاجة، لكنه لا يفهمها. هنا هو بحاجة إلى الدعم، إلى تعليمه مهارات، وبناءً على كل المهارات التي يحتاجها: التفكير النقدي، واتخاذ القرار، وحل المشكلات، وتخطي الفشل، والكثير منها يحتاج إليها. بالإضافة إلى ذلك، يحتاج إلى توجيه من البيئة المحيطة (الأسرة، المعلم، الأخصائيين) في طريقة استخدام هذه المهارات لتكوين هدف لهم في حياتهم، أو الاجتهاد. فلا يشعرون بشغف الحياة، ولا يدركون ما هي أهمية الفترة التي هم فيها أساسًا. وهذا بحد ذاته يعتبر مشكلة.
أسباب المشكلة
1- التنمر من قبل الأقران:
ربما حين يحدد المراهق هدفًا لحياته يسعى لتحقيقه، يتعرض للتنمر من قبل الأقران في المدرسة أو في الحي، وذلك تقليلًا من شأنه وأنه ليس جديرًا بهذا الهدف الذي يسعى إليه.
2- الافتقار إلى المفاهيم:
المراهق يشعر بحاجة أو رغبة داخلية في أن يحقق هدفًا ما يهمه، يحبه، يحلم به، لكنه لا يستطيع أو لا يعرف أن ما يفكر به ويشغل تفكيره هو هذا الهدف الذي يناسبه، فلا يستطيع أن يعبر عن ذلك، بسبب تدني مستواه في الذكاء العاطفي
3- عدم ثقة المراهق بنفسه:
فكلما قرر أن يحقق هدفًا ما، يشعر بأنه ليس أهلًا لتحقيق هذا الهدف.
4- التأثير السلبي لوسائل الإعلام:
كأن يطمح لأن يكون رئيس مافيا، أو أن يحدد أهدافًا خاطئة كأن يصبح تاجر مخدرات مثلًا، أو أن يصبح قاتلًا متسلسلًا.
5- افتقاره لمهارة حل المشكلات:
فكلما أراد أن يحدد لنفسه هدفًا ما، يواجه كثيرًا من المشاكل والعقبات التي يعجز عن حلها، وذلك بسبب عدم امتلاكه استراتيجيات حل المشكلات.
6- افتقاره لمهارة التفكير النقدي:
هذه المهارة حين لا يتمتع بها المراهق، فإنه سوف يقع في الكثير من الأخطاء والخيارات التي يلجأ إليها لتحقيق أهداف من غير الممكن أن يستطيع تحقيقها بسبب البيئة والمكانة والمستوى الذي هو عليه، أو أن تكون أهدافًا - أو بالأحرى أمورًا - لا يمكن اعتبارها أهدافًا يسعى لتحقيقها.
7- عدم توفر الدعم من البيئات التي من المفترض أن تساعده:
مثل البيئة الأسرية. فمثلًا في الأسرة، ربما يكون الأب أو الأم هما في حد ذاتهما لا يعرفان كيف يحددان هدفًا لابنهما، فيتركان كل ذلك له بحجة أنه هو عليه أن يتخذ قراره. والمناهج الدراسية القائمة على التلقين وافتقارها لتعليم هذه المهارات، ومنها مهارة تحديد أو تكوين الهدف.
8- افتقاره لمهارات التخطيط المستقبلي أو إدارة الوقت:
فلا يجد أفكارًا تساعده في اتخاذ أو تكوين أهداف مستقبلية، أو أن يضيع وقته على أشياء غير مفيدة لا جدوى منها ولا أهداف تحقق منها.
9- انشغالهم بالميول العاطفية( الغرامية):
والتي تشغل أكثر اهتمامهم وتسيطر على تفكيرهم، ولا تترك لهم مجالًا ليفكروا بما يسعون إليه أو هدفًا يحققونه.
10- الأهداف غير الواقعية:
وهذا ناتج عن قلة وعيهم بقدراتهم وبحياتهم، وذلك يدفعهم إلى أن يفكروا بأهداف غير منطقية، مثلًا كأن يكتشف كواكب، أو أن يجد حلًا لثقب الأوزون
11- افتقاره لمهارات تخطي الفشل:
مما يسبب لهم القلق والتوتر الشديد، وذلك خوفًا من أن يفشلوا في تحقيق الأهداف، فيفضلون أن يعيشوا دون أن يفكروا بالمستقبل وبالأهداف التي يريدون تحقيقها، لمجرد التفكير بالمستقبل أصبح مرتبط بمشاعر القلق والتوتر وللجوئهم للأمان النفسي يتجنبون التفكير أبعد من خطوة واحدة الى الامام
12- "إن لم تعرف نفسك، لن تعرف هدفك":
وهذا بسبب قلة وعيهم بنقاط القوة لديهم ونقاط الضعف، أو المهارات التي يبرعون بها، أو المجالات التي يمتلكون مواهب فريدة بها، مما يساعدهم في تحديد ملامح واضحة لأهدافهم.
13- غياب القدوة الإيجابية في تحقيق الأهداف:
حالة ناجحة لشخص ما، تجربة ناجحة لشخص ما قام بتحقيق أهدافه، أكان في الأسرة أو في المجتمع الذي هو فيه أو في الإعلام الذي يتابعه.
14- عصر الفوضى:
السهم الذي نطلقه لاكثر من هدف لن يصيب احدا منهم
هذا يسبب لهم قلة التركيز على هدف معين أو مهارة معينة، أو أنهم لا يستطيعون انتقاء ما يناسبهم؛ لكثرة المعلومات والأشياء التي تسبب لهم التشتت والضياع وعدم وضع خطط واقعية لتحديد أو تحقيق هدف ما.
15- اللامبالاة وفقدان الشغف:
قد تسود حياة المراهق أجواء من الملل واللامبالاة، ولا توجد لديه رغبة أساسًا في أن يحقق أي إنجاز أو أن يتعلم أي مهارة أو مجال.
16- تركيز الأهالي على الأهداف الأكاديمية:
هذا يؤدي إلى افتقار المجالات أو قلة عدد الاختيارات المتاحة أمام المراهق، أو أنه وجد صعوبة في إكمال دراسته، فهنا يعتقد بأن الحياة انتهت والأهداف انتهت، رغم أنه يوجد الكثير من الأهداف غير المتعلقة بالتحصيل الأكاديمي، كتعلم مهارة معينة، أو تعلم حرفة معينة، أو القيام بمشروع معين،فلاتضيقوا عليهم الخناق
17- الأمراض النفسية والأمراض العضوية المزمنة:
مثلاً المصاب بنوبات الهلع أو الوسواس القهري يركز كل تركيزه على أن يتجنب حالات الألم النفسي والجسدي الذي تتسبب له به هذه الأمراض، وأيضًا الأمراض العضوية المزمنة كمرض السكر.
حلول المشكلة
1- مساعدة المراهق في اكتشاف نقاط القوة لديه:
وذلك من خلال تشجيعه على الانخراط في النشاطات التطوعية والاجتماعية وممارسة الرياضات والمهارات اللامنهجية، لكي يتسع مجال الأهداف التي من الممكن أن يختارها، ولا تقتصر على المجال الأكاديمي الذي من الممكن ألا يمتلك القدرة على تحقيق أهدافه عن طريقه. ربما لديه نقاط قوة أخرى يبرع فيها كنوع من أنواع الرياضة أو مهارة أو حرفة معينة، أو مجال في الرياضة أو الفن أو حتى الكتابة أو البرمجة أو صناعة محتوى مفيد ينجح به.
2- تنمية مهارة تخطي الفشل:
لأنه غالبًا ربما لا يلجأ إلى تحديد هدف أو يتجنب التفكير في المستقبل نتيجة لتجارب سابقة مؤلمة فشل بها. وعندما نعلمه كيف يتخطى هذه العقبات وأن يواجه الفشل، ونعلمه بأن الفشل ليس إلا خطوة من خطوات النجاح في الطريق لتحقيق الهدف.
3- تنمية مهارة حل المشكلات:
التي تمكنه من تجاوز كل العقبات أو المشاكل التي تواجهه في طريقه إلى تحقيق أهدافه، من خلال تحليلها وتشخيصها ووضع الاستراتيجيات المناسبة لحلها والاستفادة بعد التعرف على أسبابها، وتفادي التعرض لها مستقبلًا.
4- ترك مهمة اكتشاف كائنات فضائيه وكوكب مسكون اخر لناسا:
التحلي بالتفكير النقدي
فمن الأفضل له، إن كان ذا طموح عالية، أن يدرس بشكل جاد وينجح في تعليمه ليختار مهنة تكون هدفًا للكثير من الناس كأن يكون طبيبًا ناجحًا.
5- تنمية مهارة اتخاذ القرار:
حين يعرض عليه الأهل الكثير من الاختيارات في تحصيله الأكاديمي أو المجالات الجامعية التي سيدخلها، فليس من الضروري أن يتبع رأي والده أو والدته، بل أن يتخذ قرارًا بنفسه ليختار المجال الذي يحبه ويرتاح له، وذلك لكي يعيش حياة ممتعة في طريقه لتحقيق هذا الهدف.
6- تلوين ملامح حياته:
وذلك لكي يكون لديه الشغف والدافع لحياة ذات مغزى ومعنى، هدف يعيش لأجله يجعل حياته أكثر معنى.
7- الإيمان بقدراته:
نحث المراهق على أن يثق بنفسه وأن يؤمن بقدراته، وذلك لكي لا يتردد في اختيار هدف يليق بمستواه وبأدائه، وأن لا يتأثر بالآراء السلبية أو السخرية أو التنمر.
8- تعريفه بماهية الهدف:
حتى يتخلص من مخاوفه في تحديد هدف ما، وأن الهدف ليس عبئًا أو شيئًا مفروضًا على الإنسان كعقوبة، إنما هو جوهر روحه، فكرة سامية تجعله يشعر بأن الجهد الذي يبذله ذو معنى، والعمل الذي يسير فيه ذو مغزى، والنتائج التي يرجو الوصول إليها تجعل حياته أجمل وأكثر متعة.
9- تنمية مهارة الذكاء العاطفي:
حينها سوف يستطيع أن يعبر بالكلمات والمفاهيم المناسبة عن المشاعر الجميلة التي تدور في داخله بمصطلحات واضحة ومفهومة، لكي يستطيع صياغتها لشيء يفهمه بما يتطابق مع هذا الشعور الذي ينتابه وهو تكوين الهدف.
10- "ليست كل الطرق مفروشة بالورود":
وذلك من خلال عدم المبالغة في تسهيل الأمور عليه من دافع مساعدته في اتخاذ هدف والسعي إليه، لكي لا يصدم بالواقع وبالصعوبات التي تواجهه.
11- عرض قصص نجاح واقعية أو من المجتمع أو البيئة المحيطة به:
لكن نتجنب الأهداف التي نأخذها من أفلام الخيال العلمي غير القابلة للتحقيق أساسًا، لا بالنسبة له ولا بالنسبة لغيره.
12- التدرج في تعليمه لمهارة تكوين الأهداف:
لا يمكن أن نخبره بأن يكون طبيبًا ناجحًا وهو ما زال في سن 13، بل خاطبه بعقله لا بعقلك إنما نجعل الهدف الأول لديه هو التفوق في المواد في هذه السنة والاحتفال عند تحقيقه لهذا الهدف، ومن ثم الانتقال إلى الهدف الذي يليه والذي يليه إلى أن يصل إلى تحقيق الهدف الأخير الذي يسعى إليه.
13- تعليمه اتباع الأساليب غير المباشرة:
كتنظيم وقته وإدارته بشكل إيجابي ومثمر بين الواقع الافتراضي والواقع الحقيقي، وعدم هدر وقته في أشياء غير مجدية. تعليمه كيف يختار عندما تتعدد الاختيارات، تعليمه المقاييس الواقعية التي تجعل الأمور منطقية.
14- عش حياتك وأنت في طريقك نحو هدفك :
خاصه الاهداف بعيده المدى كآخر مطاف له في تحصيله العلمي وذلك لكي لا يؤجل كل لحظاته السعيده لحينها ،فلربما اكثر حياته سيقضيها في طريقه نحو تحقيق هدفه
هذه كلها أساسيات تتكون بشكل تراكمي إلى أن تجعله مؤهلًا لتكوين هدف واقعي ومنطقي يناسب وضعه ومستواه.
الخاتمة
أرجو بأني قد حققت الهدف الذي كتبت المقال هذا من أجله؛ لأنني قمت بالاستعانة بخبراتي وتخطيت خوفي من الفشل في إنجاز المقال، وأيضًا قمت بالعرض التسلسلي لهذا الهدف الذي أريد تحقيقه، وإدارة الوقت وتلافي العقبات، والاستفادة من الاستراتيجيات التي استخدمتها سابقًا في بداياتي لحل المشكلات التي واجهتني، وعدم التأثر بالآراء السلبية والابتعاد عن الناس ذوي الرؤية السوداوية للحياة.
ربما لا أكون مبالغًا حين أقول بأن أكثر المهارات التي نسعى لتعليمها للمراهق هي سوف تخدم هذه المهارة، أو أن تكون حجر أساس من الأحجار العديدة التي سوف تبني قدرته هذه في تكوين أهداف واقعية حقيقية ينجح في الوصول إليها، ويفرح في كل خطوة ينجزها نحو هدفه. أن نعلم المراهق كيف يعيش حياته بشكل أجمل حين يكون له هدفه.

نحن نحترم سياسة الخصوصية لمستخدمي موقعنا الإلكتروني، لذلك لا ننشر أي معلومات حول أصحاب التعليقات مع أية أطراف خارجية، ولا نبيع معلومات زوارنا الكرام حفاظا على حقوقهم المدنية والخاصة إيماناً منا بمبدأ خصوصية المستخدمين أولويتنا الحفاظ عليها.