📁 آخر الأخبار

مهارة إدارة الوقت عند المراهقين

 مهارة إدارة الوقت عند المراهق



 أهمية مهارة إدارة 

 الصعوبات 

 ما اسبابها  

 والاستراتيجيات المقترحة لحلها


 المقدمة:


في عالم تسوده الفوضى، ونصغي إلى دوي انهيار أهداف الناس من حولنا، إلى شهيق وبكاء المخذولين على عتبة أهدافهم، ألا يكفي أن نتعلم من تجارب غيرنا؟ ألم نعي بعد بأن أعمارنا لا تكفي لكي نتعلم من أخطائنا؟ هذا العالم الذي تسوده آفات الوقت الرقمية التي تنهش في وقت الراشد البالغ قبل المراهق، إن الوقت هو المورد الوحيد المتاح لجميع البشر، إن الوقت هو السلعة الثمينة التي لا يمكن أن تتكرر، إن الثانية فيه تمضي ولا يمكن أن نعيد منها ولو جزءًا من الثانية، فما بالك بالساعات التي تمضي من عمرك؟ فما بالك بالأهداف التي تتلاشى فرص تحقيقها كلما فرطت في حق وقتها وحق نفسك؟


دعونا نسلط الضوء اليوم على (مهارة إدارة الوقت). إياكم أن تعتبروه مفهومًا عابرًا أو كلامًا تنظيريًا، فإن إدارة الوقت مهارة وفن وخبرة وعلم، يقوم على تنظيم وقتك وتخطيطه، كيف تقسمه بين الأنشطة المختلفة بطريقة فعالة لتحقيق التوازن بين مهامك وهواياتك ومهاراتك وواجباتك وخطواتك نحو كل هدف تحاول أن تخطو اتجاهه.


إن إدارة الوقت له أثر مباشر على حياة الإنسان من كافة النواحي والاتجاهات، على علاقاته بأفراد أسرته وأصدقائه وزملائه في المدرسة، وعلى علاقته بنفسه. دعونا نزيل الغبار المرعب عن هذا المفهوم ونطرحه بغلافه الحقيقي وأهدافه العملية والفعالة، فحين يسمع المراهق بمفهوم إدارة الوقت يتخيل أن والده يقف أمامه وينظر في الساعة وهو يقوم بإنجاز واجب الرياضيات ثم يقول: انتهى وقت واجب الرياضيات، لننتقل إلى واجب الكيمياء، فيشعر بالنفور والحكم السلبي المسبق عن هذه المهارة، ولا يدري بأنها هي من تحدد نجاحه أو إخفاقه، المهارة الأكثر أهمية بالنسبة له كمراهق.


المشكلة:


إضافة إلى الأعباء التي تفرض عليه من واجبات أسرية واجتماعية ومدرسية والتحصيل الأكاديمي، فما هو المنفذ الذي سيخلصه من فوضى الوقت المستنزف هذا؟ نحن لا نقول له بأن يقضي وقته ما بين تنمية مهاراته إلى حل واجبات الرياضيات والفيزياء، إلى خوض دورات في تقوية مهارات التواصل الاجتماعي، إلى حضور ندوات لإدارة المشاعر والذكاء العاطفي، ثم يخلد إلى النوم دون أي مساحة لنفسه، العكس تمامًا، فإن إدارة الوقت تسمح له بإنجاز كل المسؤوليات التي تقع على عاتقه والسير نحو تحقيق أهدافه متزامنًا مع منح نفسه ما يريد من الراحة، يمارس بها ما يشاء من هوايات، يتصفح فيها مواقع التواصل الاجتماعي، فترات صفاء ذهنية وتأمل، ممارسة الرياضة التي يحب. إن لم يتبع المراهق فن إدارة الوقت، فإنه سيفقد ثقته بنفسه، وسيؤثر هذا سلبًا على علاقة المراهق بأفراد أسرته وبمدرسته وبمحيطه وبأصدقائه، حين يترك كل شيء وكل وقت خاضع لسياسات التسويف و"الصباح رباح".

 إنها مشكلة لديه نحاول أن نقدم له أسبابها وحلولها لكي ننتشله من موقع الضحية ونقدم له حبال النجاة ليتمسك بها، ألا وهي مهارة إدارة الوقت. تكمن المشكلة هنا بأن الأعباء والمتطلبات والضغوط النفسية والاجتماعية والعاطفية والمدرسية والأكاديمية تكون أكثر ثقلًا عليه في هذه الفترة، إضافة إلى مشاعره شديدة الاستجابة، هذا ما يجعل المراهق في دوامة تآكل الساعات والأيام. فمثلًا، يقول سامر:


حين كنت في المرحلة الثانوية كنت أقضي أيامًا طوال دون أن أنجز بها شيئًا، وإلى أن أصل إلى فترة مضغوطة أجد أني أمامي تل من الأعباء والواجبات والمسؤوليات، لم أكن أعلم بأنه خطأ اقترفته بحق نفسي، كنت أعتقد بأنه وضع طبيعي يعيشه كل مراهق بعمري، إلى أن وجه لي خالي نصيحة.


يقول سامر:


قال لي خالي: يا ابن أختي، لا تفرط بيوم دون أن تنجز فيه شيئًا ولو كان شيئًا بسيطًا جدًا، حتى ولو أن تحفظ فقرة من درس، لا تترك يومًا يفلت منك.


يقول سامر:


شعرت حينها بأني أقترف خطأ، لكن لم أستطع تحجيمه، فبدأت بتطبيق هذه الفكرة، والغريب أني رغم الحجم الصغير الذي كنت أنجزه في كل يوم، كنت أشعر بشيء من الإنجاز، فكان القصد أن يكون دخولي إلى هذا النظام الجديد من حياتي (إدارة الوقت) دخولًا سلسًا تدريجيًا لكي لا أصدم بتطبيقه بشكل فوري فأنفر منه.


وفعلًا يقول سامر:


بالتدريج توسعت في إتقان هذه المهارة إلى أني وجدت نفسي أنجز الكثير من الأشياء، وجدت نفسي حين كنت أخصص لي وقت رفاهية كنت أمارسها بشكل فعلي يجعلني أشعر بالمتعة بالدوبامين الذي لون حياتي، والغريب أن الوقت الذي كنت أمنحه لنفسي في عشوائية الوقت لم أكن أمنحه لنفسي بقدر الوقت ونفس النوع، بل كان وقتًا هامشيًا لا حدود له لا يحتمل الحكم وشعور بالذنب يفسد كل أوقات رفاهيتي.


وما يزيد الأمور خطورة هو آفة الوقت الرقمية، فتخيلوا أن الإنسان إن أراد أن يشاهد كل مقاطع الفيديو على منصة اليوتيوب فقط في الوقت الذي أكتب فيه المقال الآن يحتاج إلى 120 ألف سنة، فما بالنا في بقية محطات التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي وبرنامج التيك توك وما إلى ذلك، فإنها تشكل خطرًا حقيقيًا على وقت المراهق إن لم يتبع مهارة إدارة الوقت.


أسباب المشكلة:


1- من لا يعرف الشاهين يشويه، ومن لا يعي قيمة الوقت يفرط فيه:


ببساطة ينظر إلى الوقت على أنه متاح دون حدود، لا قدوة علمته كيف يستثمره ولا تجارب جعلته يشعر بأن انقضاء الأيام والساعات دون إنجاز سوف يؤثر عليه سلبًا، هذا الظلم غير المقصود لقيمة الوقت يجعل المراهق في حالة استهانة وبأنه مورد مُسلّم به.


2- الأحكام السلبية المسبقة تجاه مفهوم إدارة الوقت:


فينتابه دائمًا شعور غير مريح كلما تعرض لهذه الفكرة أو المفهوم كحل للعشوائية الزمنية التي يعيش فيها، وذلك بسبب عدم اتباع استراتيجيات العرض التدريجي للمهارة وإظهار إيجابياتها التي قد تقدم له ما يحبه أكثر من العشوائية التي كان يعيش فيها مع الحفاظ على إنجاز مهامه واكتساب مهاراته والسير في خطواته نحو تحقيق هدفه، مثل الطريقة التي عرض فيها خال سامر عليه هذا البرنامج أو المهارة.


3- آفة الوقت الرقمية:


لا شك في دورها السلبي الذي يجعل المراهق يقضي ساعات وربما أيام في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية وانتظار إصدار جديد للعبة وجدال مع برامج الذكاء الاصطناعي والعديد من المشتتات التي تدرب العقل على التركيز السريع والمتقطع مما يفقد قدرة التركيز المستمر والمجدول، هذا ما يؤثر على قدرته في إنجاز المهام التي تحتاج إلى تخطيط والاستمرار في التركيز، فهنا أصبح للآفات الرقمية أثر سلبي مزدوج، تأكل وقته وتحرم عقله من نمط التركيز الذي يفيده في تحصيله الدراسي.


4- تائه بلا هدف ولا عنوان:


كمن يسير في الشارع وهو يبحث عن عنوان وقد فقد الورقة التي كتب فيها العنوان وتفاصيله، فما يجنيه إلا التعب والإنهاك دون جدوى . فالمراهق حين لا يملك هدفًا لن يجد دافع أو ضرورة لتنظيم وقته أساسًا، وهنا الهدف هو البوصلة التي توجه نحو استخدام وقته بشكل مثمر.


5- الواجبات المدرسية كغاية لا كوسيلة:


فحين يتبع المعلم هذا الأسلوب مع المراهق فإنه يتعرض للضغط الشديد والإحباط إلى أن يجد وسيلة للإنجاز بشكل لا يحقق الغرض التعليمي من الواجب أو الفشل ثم الانسحاب، وهذا روتين يتبعه المعلمون أو المدرسون وهو خطأ كبير، بيروقراطية أكثر من كونه تعليمي غرضها إشغال الطالب بما قد لا يفيد.


6- افتقار برنامج تنظيم الوقت لهامش الفشل ومسافة الأمان:


فحين يحاول المراهق وضع برنامج لنفسه سينتهي من واجب الرياضيات في الساعة 6:00 مساءً ويبدأ بواجب الفيزياء في الساعة 6:00 مساءً، إلا أنه قد يجد صعوبة في إتمام واجب الرياضيات عند الساعة 6:00 بل احتاج إلى نصف ساعة، فحين وصل إلى الساعة 6:30 ووجد أنه قد تخطى الوقت المحدد لواجب الرياضيات على حساب الوقت المحدد لواجب الفيزياء شعر بالإحباط الذي من الممكن أن ينسف البرنامج كله وينسحب، لذلك من المهم أن يترك وقتًا احتياطيًا بين كل فقرة وثانية، أي بعبارة مختصرة يتمتع برنامج إدارة الوقت بالمرونة،والفترة الزمنية التي يحقق بها المراهق ذروة الانتباه والتركيز 25 دقيقه تقريبا لذلك نجعل البرنامج مقسم الى فقرات من الدراسة تتألف كل فقره من 25 دقيقه


7- ما قصة القدوة الحسنة؟ لماذا دائمًا غائبة؟


من بين الأسباب التي تعيق المراهق من تخطي مشاكل وتعلم المهارات، فالإنسان في فترة المراهقة يتعلم بالملاحظة المباشرة، فحين يشاهد والده يقضي ساعات على الأركيلة ويشاهد والدته تقضي معظم وقتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فأنا من ناحيتي أقول فمن الصعب أن يتعلم المراهق إدارة الوقت في بيئة أسرية ترمي بالساعات هنا وهناك دون هدف أو غاية أو تنظيم.


8- حين نتحدث عن مهارة إدارة الوقت فإن فقدان هذه المهارة بحد ذاتها مشكلة حتى ولو كان المراهق يريد فعلًا أن ينظم وقته:


من أين يبدأ؟ وأين ينتهي؟ ما هو المهم الذي يبدأ به؟ أين أوقات الفراغ؟ أين المواد التي من الأجدر بها أن تنجز قبل الأخرى؟ أين هامش تداخل الحدود؟ أين الخطط الاحتياطية؟ أين التنظيم؟ كل هذا يحتاج من المراهق تدريبًا ممنهجًا لإتقان مهارة إدارة الوقت،لا إلى مشاهدة الأركيله


9- الاضطرابات والأمراض النفسية:


من المعروف بأن فترة المراهقة هي المرحلة التي تكثر بها فرص ظهور الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب واضطرابات المزاج والقلق المعمم والرهاب الاجتماعي والخوف من الفشل، كل هذا يجعل المراهق يشعر بأن جبلًا على صدره حين يواجه مهامه وواجباته والجدول الذي يريد أن ينجزه، هذا تراكم يقتله يجعله ينسحب خوفًا من الفشل خوفًا من المزيد من القلق والتوتر، ما يشغل باله فعلًا هو أن يعيش سلامًا نفسيًا ويبتعد بعدًا تامًا عن كل ما يثير قلقه واكتئابه وخوفه.


10- الآثار السلبية للحرمان من النوم:


تحدثنا سابقًا في مقال كامل عن أهمية النوم في فترة المراهقة، فإن حرمانه من القسط الكافي من النوم يؤدي إلى تشتت تركيزه وبالتالي لا يستطيع أن يستثمر وقته بل هو لا يملك الطاقة لكي يركز في تنظيم واجباته ومهامه بسبب التعب والإرهاق الذهني والجسدي الذي يتسبب له الحرمان من النوم.


11- استنزاف الوقت في مجال واحد:


ثماني ساعات من ممارسة رياضة كرة القدم وساعتين للواجبات المدرسية لم يتحقق ميزان الوقت على شكله المطلوب، أيضًا 20 ساعة من الدراسة تحت ضغوط الأهل وسقف المرتفع لتوقعاتهم سيؤدي به بالتالي إلى الانهيار الذهني والنفسي بسبب حرمانه من الجوانب التي ينفس بها عن كربه وعن الضغط الذي تعرض له، هنا نشير بأن أهمية الوقت وإدارته ليست فقط لتكريس كل وقته للواجبات المدرسية إنما هذا يعود عكسًا بالنتائج عليه، فإن مهارة إدارة الوقت تدافع عن راحة المراهق النفسية وتخصص له مجالًا كافيًا ليمارس به هواياته ونشاطاته المفضلة والمهارات الممتعة التي يفضلها.


12- غياب الدعم الأسري للمراهق في مجال الاستثمار الاقتصادي للوقت:


فإن الإنسان لا يولد ومعه جدول ينظم له ساعات يومه أي وقت كيف يقضيه ومتى يأتي وقت الدراسة ومتى يأتي وقت الترفيه واللعب، فمن الجدير بالأسرة أن تعلم المراهق مهارة إدارة الوقت لأنها مهارة تحتاج إلى تنظيم وإدارة ومراقبة إيجابية فعالة بعيدًا عن التهديد والضغط والعقاب.


13- الصباح رباح؟


ومن قال لك؟ 

من أخبرك؟

 بل إنها سياسة تسويف وسلوك ناتج عن الخمول والكسل والتأجيل غير المبرر للواجبات مما ينتج عنه تراكم ضخم يثقل كاهل المراهق فيفشل وينسحب.


الاستراتيجيات المقترحة لتطبيق مهارة إدارة الوقت:


1- أولًا على المراهق أن يكون مهندسًا في إدارة الوقت:


هناك سيدة مسنة لديها العديد من الأمراض وموصوف لها الكثير من الأدوية والمشكلة أنها تنسى مواعيد تناول الدواء، فقاموا بتثبيت برنامج يذكرها باسم الدواء ويعطيها إشعار بالوقت المحدد لتناول هذا الدواء. فبدلًا من أن تستثمرك المواقع الرقمية أنت قم باستثمارها من خلال استخدام برامج تنظيم الوقت لتذكرك بالمهام والحدود الفاصلة بينها.


2- وضع برنامج للحد من تغطرس آفة الوقت الرقمية:


لننظر اليها من منطلق آخر، هل تعلم بأن من يمتنع عن استخدام الجهاز الجوال ومواقع التواصل الاجتماعي كافة لوقت معين ثم يأتي لاستخدامه فإن كمية الدوبامين لديه تكون مضاعفة لأنه سيشعر بمتعة أكثر، إذا بدلًا من أن نجعل الوسائل الرقمية مضيعة للوقت دون جدوى لنجعلها مكافأة ومعزز نستخدمها في وقت محدد كلما أنجزنا إنجازًا ما، فصدقوني سيشعر بمتعة أكثر مع إنجاز الواجبات وتخلصه من الشعور بالذنب أثناء التصفح.


3- أن يكون للمراهق أهداف محددة بعيدة المدى وقريبة المدى:


انظر إلى ملامح وجه ابنك المراهق حين تقول له: ضع خطة في إدارة وقتك لكي تصبح طبيبًا، فهل هذا هدف يمكن التخطيط له من على هذه المسافة البعيدة؟ إذا أن يكون هناك هدف أساسي يسعى له المراهق من خلال مراحل وهذه المراحل هي بحد ذاتها تكون أهداف، مثلًا طموح أن يصبح مهندسًا لكي يتجنب الضياع في التخطيط نضع له مراحل تعتبر بحد ذاتها أهدافًا وإنجازات يحتفل بإنجازها منها أهداف أسبوعية ومنها أهدافًا شهرية ومنها أهداف سنوية ومن كل هدف مغزى محدد، فمثلًا أن ينتهي من مراجعة ثلاث مواد كاملة في شهر واحد خلال تخصيص لكل مادة ساعة ونصف في اليوم، أن ينتهي من مراجعة مادة الكيمياء في هذا الأسبوع من خلال تخصيص ثلاث ساعات كل يوم، فعند تحقيق ذلك المخطط سيشعر بنشوة الدوبامين والإنجاز وسيكون دافع له لإكمال المراحل التي نعتبرها أهداف توصلة للهدف الرئيسي بعيد المدى.


4- تدريب العقل:


بطبيعة العقل البشري يعتاد على الأمور التي تمارسها يوميًا بنفس الوقت ونفس الطريقة، فنعلمه أن يستيقظ في وقت محدد أن ينام في وقت محدد الغداء في وقت محدد وجبة الفطور في وقت محدد وجبة العشاء في وقت محدد حتى جدالاته مع برامج الذكاء الاصطناعي في وقت محدد، من خلال هذا البرنامج التدريبي للعقل يصبح العقل أكثر قابلية وأعلى قدرة على تنظيم الوقت والسير ضمن مخطط ممنهج ودقيق بعيدًا عن العشوائية الذي كان معتادًا عليها، من هذا المنطلق يسهل على المراهق فيما بعد تعلم مهارة إدارة الوقت.


5- تفعيل دور الأسرة في مساعدته على وضع خطط أسبوعية:


ولو كان من أبسط الأمور إلى أعقدها، كأن نضع له برنامج أو جدول على ورقة ونلصقه على جدار غرفته يحدد أوقات الواجبات المنزلية أوقات الأنشطة أوقات الرياضة أوقات الرفاهية أوقات النوم وأوقات الاستيقاظ، هذا سيساعده على أن يلم شتات وقته.


6- التعزيز المشروط ولعبة الدوبامين:


يميل الإنسان إلى الطرق القصيرة التي توصله إلى المكافأة والتعزيز، فدائمًا نضع له وقتًا فيه تعزيز كنشاط يحبه كممارسة لعبة كالتصفح مواقع التواصل الاجتماعي وكل هذه المكافآت تأتي عقب إنجاز محدد، مثلًا: إن قمت بإتقان حل مسائل الرياضيات لدرس اليوم سنمنحك مكافأة ساعة ألعاب الفيديو، أو إن حفظت درس العلوم خلال ساعة ونصف ستقدم لك والدتك الكعكة التي تفضلها، هذا الربط المشروط بين الإنجاز والمكافأة يعتاد عليه العقل فكلما بدأ بنشاط أو واجب بدأ الدوبامين يفرز لديه لأنه في الطريق إلى إنجاز وتلقي مكافأة، لأن الدوبامين يفرز في العقل أثناء طريقنا إلى الإنجاز الذي يؤدي إلى المكافأة وليس أثناء عيش المكافأة، فلذلك تتحول من برنامج يتقيد فيه إلى عادات محببة يعشق ممارستها بسبب اعتياد العقل على قانون الدوبامين والربط المشروط بين الإنجاز والمكافأة.


8- فاتورة التفريط بالوقت يا بني، شيخوخة وإنجاز (0):


فإن ترضى لنفسك بهذه النتيجة فلا تكترث لوقتك أين يذهب وبماذا تقضيه... إذا نعلمه بماهية الوقت ومفهومه وقيمته وأنه ليس بالمجان بل له ضريبة عالية وثمينة وأن الوقت سلعة غالية لا تكرر.


9- جعل وقت النوم من الأولويات في برنامجه:


وذلك من خلال حصوله على قسط كافي من النوم ومنع المشتتات عنه حتى ولو فشل في تأدية البرنامج كما هو فلا يسمح لأي مادة بأن تتعدى على وقت النوم.


10- تحطيم الحكم المسبق السلبي للمراهق عن مفهوم إدارة الوقت:


أن نبدأ به بالتدريج مثل نصيحة الخال بالنسبة لسامر، أن نعلمه بأن مهارة إدارة الوقت قد تجعلك تحظى بوقت من الراحة والرفاهية أكثر من العشوائية التي كنت تعيشها.


11- تفعيل دور القدوة الحسنة في إدارة الوقت: 

المراهق في بداية مراهقته يكون في بداية تعلمه للمفاهيم المجردة لذلك تعليمه بطريق الملاحظة المباشرة والمعلومات الحسية الملموسة تجعل نتائج أكثر فعالية كممارسة جدول تنظيم للوقت من قبل الأم أو الأب في تنفيذ الأعمال والمهام اليومية أمامه،وليس فقط توجيهات


12- العلاج النفسي إذا استدعى الأمر ذلك:


ففي البداية نعلمه على طرق واستراتيجيات إدارة القلق وتقلبات المزاج وأنها ظواهر طبيعية بسبب تأثير الهرمونات، وإن شعرنا بأن الموضوع خارج عن سيطرة الخطوط الطبيعية نلجأ إلى المعالج النفسي لكي يساعده في تخطي هذه المرحلة.


الخاتمة:


إن طبيعة العقل البشري لا يستوعب العاصفة بل إنه يختزنها نسمة نسمة، فنلجأ إلى التدريج في كل خطة أو مهارة نريد أن نعلمها للمراهق.


إن الوقت سلعة الله، وإن لسلعة الله لغالية.

pedagogy7
pedagogy7
معلم مجاز في التربية وعلم النفس بالأضافة إلى دبلوم تأهيل تربوي من جامعة حلب. العمل الحالي قي مجال التربية في ميونخ
تعليقات